top of page

التوحد إعاقة أم اضطراب؟


عند طرح مثل هذا السؤال يجب أن يكون لدينا إلمام تام وكامل بماهية التوحد ومتى يحدث وكيف يكون، وما طرائق تشخيصه وعلاجه، وهل من معه توحد يبقى كما هو أم يتطور؟.

والمتتبع لهذا المرض الغامض الذي لا يمكن بحال من الأحوال أن تجد منه حالتين متشابهتين يدرك جلياً أنه عندما يكون تشخيص الحالة دقيقاً ووفق معايير ونظم مقننة ويكون الطفل خاضعاً لبرامج تدخل مبكر تأهيلي وعلاجي سليم فإن هذا الطفل يظهر تقدماً قوياً وملاحظاً بعد سن الخامسة تقريباً وأشد سمات التوحد ظهوراً يكون فيما بين سني الثانية إلى الخامسة حيث كلما تختفي سمة تظهر أخرى. ويبدأ الطفل بالشعور بالعالم المحيط به بعد أن كان لا ينطق ولا كلمة ويبدو التواصل يتحسن تدريجياً لديه ويظهر تفوقاً في جانب أو أكثر من جوانب مهارات الحياة اليومية، أو الأكاديمية، ويسير على منحى وخط الطفل السليم، وإن كان أقل قدرة للغوية تفاعلية من هم في العمر الزمني نفسه، وذلك كما أسلفت بسبب تأخره تلك السنوات وخضوعه لبرنامج تدخل مبكر قوي ولو كان التوحد إعاقة كما يحلو لبعضهم أن يقول لما رأينا حالات كثيرة شفيت منه، فالإعاقة تتطور وقد تقهر وهي موجودة، أما التوحد فبإذن الله عز وجل يزول نهائياً.

وفي أمريكا على سبيل المثال تقوم جهات التدخل المبكر بتصوير الطفل بجميع مراحله الدراسية وذلك لثقتهم التامة بتطور الحالة حتى يتسنى للوالدين مقارنة البداية مع ما وصل إليه الطفل من تفوق في مهاراته اليومية، وتواصليه، وتفاعلية، وإدراكية، واجتماعية، وأكاديمية. وزرع بذور الأمل في نفوس الأهل بما أن التقدم موجود فلا داعي للقلق.

ونحن نصر على أنه إعاقة أما موضوع شفاء الطفل وتقدمه فهذا لا يهم، كل ما يهمنا هو الإعاقة فقط.

عزيزي القارئ إن أحببت أن تتعرض لهذا العالم الغريب بالنسبة إليك فثقف نفسك بالقراءة عنه وفيه، وعندما تعرف ما هو التوحد وتتعرف إلى أبطاله الخارقين الذين منهم علماء مخترعون ومشاهير ومكتشفون لأدركت أيها القارئ الكريم أنه اضطراب وليس إعاقة، فكم من المعوقين الأسوياء ولكن فكرهم عالة وإعاقة لمجتمعهم ولهم.

Comentários


الموضوعات المميزة
موضوعات أخري
علامات البحث
لا توجد علامات بعد.
من نحن
bottom of page