كيف أهيئ طفلي لتقبل فكرة الطلاق؟
كيف أهيئ طفلي لتقبل فكرة الطلاق؟
الطلاق من أصعب الأمور التي تمر على الأطفال، فانفصال الأب والأم بمثابة كارثة نفسية تحل على الأبناء، ومن الواجب التعامل مع هذه المرحلة بحرص شديد، خصوصًا إذا كان الأطفال في سن صغيرة لا تسمح لهم بتقبل الأمور بشكل عقلاني.
لذا نقدم لكِ مجموعة من الاقتراحات لتخفيف وطأة قرار الطلاق وعواقبه على أطفالكِ:
1- وضحي لأطفالكِ أنهم ليسوا سببا في الانفصال:
بطريقة ما يشعر الأطفال لا إراديًا أنهم السبب الرئيسي في انفصال والديهم عن بعض، ويسارعون في إلقاء اللوم على أنفسهم، وتتردد منهم عبارات مثل: "مش هزعلكم تاني"، "هسمع الكلام".. إلخ.
لذا من المهم أن توضحي من البداية لأطفالكِ قبل أن يشعروا بمثل هذه الأمور أنهم بعيدين تمامًا عن قرار الانفصال، فوقوعهم في دائرة لوم أنفسهم من الممكن أن يتسبب لهم في مشاكل نفسية خطيرة.
2- لا تجملي الحقيقة!
قوليها واضحة وبصراحة أنكِ انفصلتِ عن أبيهم، ولا تحاولي تجميل الصورة بطريقة أن والدهم سافر لمدينة أخرى، أو الكذب بأي طريقة، لأن هذا سيزيد من المشكلة، وعند علمهم بالحقيقة تهتز ثقتهم بكِ وبأبيهم، ما يعرضهم لخطر اللجوء لمصادر أخرى للثقة، من الممكن أن تكون مؤذية!
3- الاتفاق مع زوجكِ السابق على شكل واضح للتعامل مع الأبناء:
من أكثر عواقب الانفصال التي تؤثر سلبًا على الأبناء وضع آلية مسبقة بين الطرفين لشكل التعامل مع الأطفال، فتحدث مشكلات وخلافات تكون أمام أطفالكِ في كثير من الأحيان، أو تصل إليهم في صورة تصرفات سلبية منكِ أو من أبيهم.
لذا التصرف الصحيح قبل تنفيذ قرار الانفصال الاتفاق على جميع أشكال التعامل مع الأبناء من حيث مكان الإقامة وزيارة الوالد، وعدد الزيارات وأماكنها وكيفية التعامل مع الجد والجدة، وغيرها الكثير من الأمور المشتركة بينكما وبين أطفالكما.
4- احترام الطرف الآخر أمام الطفل:
التعرض بالشتم أو الألفاظ السيئة لزوجكِ السابق أمام أطفالكِ ليس في مصلحتكِ إطلاقًا، بل على العكس ستندمين مستقبلًا على تدمير علاقة طفلكِ بوالده، ومن الممكن أن يكتشف طفلكِ حقيقة خداعكِ فيكرهك لهذا السبب ويسيء معاملتكِ مع مرور الوقت، فاحترام الطرفين لبعضهما أمر أساسي، ليس فقط في الزواج وإنما عند الانفصال أيضًا، وطفلكِ يتعلم منكِ ومن أبيه وما تفعلانه اليوم يراه ويسمعه، سيفعله غدًا عندما يكبر، معكما ومع غيركما.
5- اتركي الفرصة له ليعبر عن مشاعره:
لا تجبري طفلكِ على تقبل حقيقة الانفصال، فكل طفل يختلف عن الآخر في التعبير عن مشاعره السلبية والإيجابية، لذا من المهم أن تشجعيه على أن يُخرج ما بداخله من مشاعر الحزن في أي صورة يريدها، كالبكاء أو الحكي أو الصمت أو عدم ذهابه للمدرسة، المهم ألا تجبريه على حالة محددة يجب أن يعيشها، فهو مثلك تمامًا يمر بمرحلة انتقالية كبيرة وصعبة للغاية.
6- ودعيه بقبلة وابتسامة:
بعد الانفصال والاتفاق على مواعيد يقضيها مع والده، ودعي طفلكِ بقبلة وعناق وابتسامة، وأخبريه بمدى حبكِ له وامتنانكِ على وجوده في حياتكِ، فبعض الأمهات يرين في اليوم الذي يقضيه الطفل مع والده فراغًا فلا يودعونه بطريقة تشعره بالحب، ويتعرض الأبناء بعد وقت لخيبة أمل تجاه أمهاتهم ويتوجهون للوم أنفسهم بشكل عنيف.
7- ضعي دائمًا خطة بديلة:
لكي تحافظي على شعور طفلكِ في حالة عدم قدوم والده في الموعد المحدد لزيارته؛ ضعي دائمًا خطة بديلة تشاركيه في أثناء ذلك الوقت هواية أو لعبة أو زيارة مكان جديد، حتى لا يصاب بخيبة أمل شديدة تجاه والده، فمهما كان الأب سيئًا من وجهة نظركِ، يجب أن تحافظي على صورته في عيون أطفالكِ.