تصنيفات الإعاقة السمعية
تصنيفات الإعاقة السمعية
اعتماداً علي ما قدمه العلماء حول مفهوم الإعاقة السمعية، وما يرتبط بها من مفاهيم كالصمم وضعف السمع، تظهر عدة تصنيفات للإعاقة السمعية ويمكن إجمالها في التصنيفات التالية: أولاً: التصنيف طبقاً للعمر عند الإصابة: ويمكن من خلال النظر إلي المعاقين سمعياً فإننا نجدهم مكونين من مجموعتين متميزتين طبقاً للاعتماد علي وقت وفقدان السمع وهما:
أ- صمم ما قبل تعلم اللغة: Prelingual Deafness وهم من ولدوا صماً والذين فقدوا قدراتهم السمعية قبل اكتساب اللغة أي ما قبل سن الثالثة، وتتميز هذه الفئة بعدم قدرتها علي الكلام لعدم سماعها اللغة
ب- صمم ما بعد تعلم اللغة: Postlingual Deafness وهم من ولدوا عاديين متمتعين بحاسة السمع، ثم أصبحت هذه الحاسة فيما بعد غير وظيفية حيث فقدت قيمتها من الناحية العلمية، نتيجة لمرض أو حادث، ويعرف هذا النوع من الإعاقة السمعية بالقصور السمعي الطارئ أو المكتسب وفي هذه الحالة يبدأ الطفل بفقدان القدرات اللغوية التي تكون قد تطورت لديه إذا لم تقدم له خدمات تأهيلية خاصة ثانياً: التصنيف حسب شدة الفقدان السمعي: حيث تصنف الإعاقة السمعية في ضوء درجة السمع التي تقاس بوحدة الديسبيل Decibels وهناك عدة أشكال لهذا التصنيف علي النحو التالي: 1- تصنيف كاتز وآخر Katz et al. (1997) حيث صنف الإعاقة السمعية كالآتي: o صفر - 24 ديسيبل عادى السمع. o 25 - 39 ديسيبل متوسط الفقدان وقد تكون لديه صعوبة في فهم الكلام خاصة في المسافات الطويلة نسبياً. o 40 - 54 ديسيبل شديد الفقدان وتتنوع لديه الصعوبات والمشكلات الكلامية. o 55 - 69 ديسيبل وهو شديد جداً في فقدانه للسمع ولديه صعوبة حادة في فهم الكلام حتى مع الكلام ذي المرتفع. o 70 - 89 ديسيبل وهو فقدان سمعي حاد ولديه صعوبة شديدة في الكلام حتى مع الكلام ذي الصوت المرتفع جداً ودائماً يستخدم المعين السمعي وغيره. o 90 فأكثر ديسيبل وهو فقدان سمعي عميق ويعتمد بشكل كلي علي الإشارات لأنه حتى مع استعمال المعينات السمعية يعجز عن فهم الكلام. (Katz J. et al. , 1997, 25 - 26) 2- تصنيف منظمة الصحة العالمية وجارني Garney (1998) وتوركنجتون وآخر Turkington et al.(2000) ويتفقوا علي التصنيف التالي: o فقدان تام للسمع: 100 ديسيبل. o ضعف سمعي عميق: أكثر من 91 ديسيبل. o ضعف سمعي شديد: 70 - 91 ديسيبل. o ضعف سمعي متوسط: 56 - 69 ديسيبل. o ضعف سمعي معتدل: 41 - 55 ديسيبل. o ضعف سمعي خفيف: 26 - 40 ديسيبل. ( Turkington, C. et al., 2000, 17 ) ثالثاً: التصنيف طبقاً لموقع الإعاقة والتركيبات العضوية السمعية: ويهتم هذا التصنيف بموقع القصور السمعي ومكانه في جهاز الأذن وجميع الأعضاء والأعصاب المشتركة في عملية السمع ويتنوع هذا القصور إلي:
1- الإعاقة السمعية التوصيلية: Conductive Hearing loss تنتج الإعاقة السمعية التوصيلية عن أي اضطراب في الأذن الخارجية أو الوسطي (الصوان، قناة الأذن الخارجية، غشاء الطبلة، العظيمات الثلاث) يمنع أو يحد من نقل الموجات أو الطاقة الصوتية إلي الأذن الداخلية
2- الإعاقة السمعية الحس عصبية: Sensorineural Hearing loss وتنتج عن مرض بالأذن الداخلية أو العصب السمعي أو مراكز السمع العليا، وهذا النوع عادة ما يكون متوسطاً أو شديداً أو كاملاً، وهذا النوع عادة ما تصاحبه إعاقة الكلام أو عدم القدرة علي الكلام، وذلك إذا ما حدث منذ الولادة أو في الطفولة قبل سن فهم اللغة أي قبل سن سنتين، وهذا النوع صعب العلاج ويحتاج إلي الاكتشاف المبكر وأهم من ذلك هو الوقاية منه
3- إعاقة سمعية مركزية أو داخلية: Central Hearing loss تنتج الإعاقة السمعية المركزية عن أي اضطراب في الممرات السمعية في جذع المخ Midbrain أوفي المراكز السمعية في المخ، مع وجود أعضاء الحس السمعي وأعصابه سليمة لم تمس، ويحدث تفسير خاطئ لما لم يسمعه الإنسان علي الرغم من أن حاسة السمع ذاتها قد تكون طبيعة في هذا النمط قد تكون المعينات السمعية ذات فائدة محدودة.
4- الإعاقة السمعية المختلطة: Mixed Hearing loss تكون الإعاقة السمعية مختلطة إذا كان الشخص يعاني من إعاقة توصيلية وإعاقة حس عصبية في الوقت نفسه وفي هذه الحالة قد تكون هناك فجوة كبيرة بين التوصيل الهوائي والتوصيل العظمى للموجات الصوتية, وقد تكون المعينات السمعية مفيدة لهؤلاء الأشخاص ولكن بعضهم يعاني من نفس المشكلات التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من ضعف سمعي حس عصبي. رابعاً: التصنيف تبعاً لطبقة ونبرة الصوت: ويشير كل من مورثان وآخر Morethan et al. (1980) إلي أن هناك بعض الأفراد يستطيعون سماع الأصوات الخافتة Deep Voices (الهمس) بشرط آلا تكون ذات طبقة عالية Higher Pitch والقياس المستخدم هنا هو تردد الصوت Frequency ويتم التعبير عنه من خلال عدد الترددات في الثانية أو وحدات الهرتز Hertz Units ، والشخص الذي لا يستطيع سماع النبرات العالية (ذات التردد المرتفع) يعتبر معاقاً سمعياً.. ومثل ذلك سيواجه مشكلات في استقبال وفهم الأصوات المتماثلة أو الحروف الساكنة .. و كذلك فإن الشخص الذي لا يستطيع سماع الأصوات منخفضة التردد سيواجه صعوبة في تمييز الأصوات. وهكذا يتضح أن هناك تصنيفات متعددة للإعاقة السمعية قد تتقارب أحياناً وتتباعد أحياناً أخرى، ويرجع ذلك إلي الأساس الذي تم عليه التصنيف، فالتصنيف الأول وهو تصنيف تربوى والذي يتخذ من العمر عند الإصابة أساساً له، يستند إلي تعلم اللغة ويصنف الإعاقة السمعية إلي ولاديه قبل تعلم اللغة ومكتسبة بعد تعلم اللغة , وخاصة في الشق الأول والذي يلقي الضوء علي أن الصمم قبل سن الثالثة له آثار سلبية علي شخصية الفرد؛ لأن الطفل الذي يولد أصماً معرض لأن يصبح أبكماً ، وهو ما يطلق عليه الأصم الأبكم Deaf Mute Child أو الأصم كلياً Deaf Child، وكنتيجة لذلك فلن يستطيع اكتساب اللغة (حتى مع استعمال المعينات السمعية) ويكون مضطراً لاستخدام لغة الإشارة أو لغة الشفاه أو غيرها من أساليب التواصل مع الآخرين.
أما التصنيف الثاني والذي يتخذ من شدة الفقدان السمعي أساساً له، ففيه تصنيفات عدة وكثيرة ولكنها في النهاية تتفق علي أن هناك عدة مستويات لدرجة فقدان السمع وهي: بسيط ومتوسط وشديد وحاد ومتطرف، والتصنيف الثالث والذي يتخذ من موقع الإصابة أساساً له وهو تصنيف فسيولوجي يعتمد علي نوعية الخلل الفسيولوجى في أجهزة السمع.
أما التصنيف الأخير وهو يختلف تماماً عن التصنيفات السابقة، وهو تصنيف مورثان وآخر Morthan et al. (1980) والذي يبرز عنصر مدى قدرة الإنسان علي استقبال الترددات المختلفة للصوت.