ابني يلعب بألعاب بنات
ابني يلعب بألعاب بنات: هل هذه مشكلة؟
وضع المجتمع التصنيفات الخاصة بالألعاب وفق تصنيفاته وتصنيفات بيئته، فجعل أدوات المطبخ لعبًا مخصصة للفتيات، والدمى مثل باربي وغيرها أيضًا للفتيات، أما الفتيان فقد خصص لهم الألعاب العنيفة مثل المسدسات وألعاب الإصلاح كالمطارق والمفكات والمكعبات.
لكن هل هذا نظام لا يمكن اختراقه؟ هل من الطبيعي أن نجد فتاة تلعب بالمطرقة؟ وأن يمشط طفل شعر باربي ويفصل لها فساتين، أو يعتني بها كرضيعة ويحاول إطعامها؟
في غرف اللعب توجد الإجابات على كل تلك الأسئلة، فليس هناك تصنيف حقيقي لميول الأطفال حول ما يريدون فعله، فعندما كنتُ طفلة، كنت دومًا أحب اللعب في ركن الألعاب المخصص للأولاد، الذي يحتوي على المفكات والمطارق، وتلك السيارات الملونة والتي صُنفت إنها للذكور فقط دون أفهم لماذا، ألا تقود الفتاة السيارات؟
وعندما أصبحت أمًا، طلب مني ابني أن أشتري له باربي بمجموعة فساتين ومكياج، سالته لماذا، أجاب الصغير الذي لم يكن قد أكمل العام الخامس من عمره، إنه يريد أن يلعب لعبة خبير التجميل ويصفف لباربي شعرها ويجعلها مثل الأميرات، ثم بادرني بالسؤال: "أليس من يصفف شعرك رجل؟"
قامت إحدى الباحثات في مجال علم النفس في أمريكا، وهي د. جوديت إلين بلاكمور، بتصنيف أنواع اللعب إلى 5 أقسام:
ألعاب مؤنثة بشدة
ألعاب مؤنثة باعتدال
ألعاب محايدة
ألعاب متوسطة الذكورة
ألعاب مذكرة بشدة
ووجدت الباحثة الآتي:
1- أن الفتيات اللاتي تربين في بيئة تهتم فيها المرأة بمظهرها وبالمنزل وتربية الأطفال فقط، كن أميل للعب بالألعاب المؤنثة بشدة والتي تهتم بالمظهر الجسماني فقط.
2- الأولاد الذين تربوا في بيئة ذكورية يميلون للعب العنيف، واستخدام المسدسات وألعاب المصارعة، وغيرها من الألعاب المذكرة بشدة.
3- الأطفال الذين اختاروا الألعاب المحايدة والمعتدلة من الألعاب الذكورية والمؤنثة، قد نشؤوا في بيئة يتبادل فيها الأم والأب الأدوار، فيمكن للأب إعداد الطعام مثلًا، ويمكن للأم إصلاح شيء ما في المنزل.
4- أكد البحث أن الأطفال الذين يميلون للعب بالألعاب المحايدة والمعتدلة أكثر استعدادًا للنضوج نضجًا سويًا من الأطفال الذين يميلون للعب بالألعاب المؤنثة بشدة أو المذكرة بشدة، وبشكل أبسط، فإن الطفل الذي اعتاد الاعتناء بدمية صغيرة والتمثيل أنه يطعمها ويبدل ثيابها لن يكون له ميول أنثوية، لكنه سيعرف عندما يكبر أن يعتني بطفله جيدًا، وكذلك الفتاة التي تحب اللعب بأدوات الإصلاح، يمكن أن تصبح مهندسة ناجحة.
5- وفي نهاية البحث، تؤكد الباحثة أن على الأهل عدم التدخل في نوع الألعاب أو تصنيفها، حتى لا تُصنَّف الفتاة أمام نفسها أن عليها فقط الاهتمام بمظهرها وجسمها، أو الولد أن يكون عنيفًا وعدوانيًا، لكن يجب دعمهم للعب بالألعاب المحايدة التي تتمحور حول الرعاية والاهتمام بالآخر، وبعض الأعمال المنزلية والموسيقى، وتعزز من معارفهم ومهاراتهم الفكرية والعاطفية.