top of page

جراحة أنابيب تهوية الأذن


جراحة أنابيب تهوية الأذن

أنابيب التهوية عبارة عن أنابيب بلاستيكية صغيرة الحجم جدا يقوم جراح الأنف والأذن والحنجرة بإدخالها من خلال طبلة الأذن، وهي تسمى أيضا (أنابيب تفميم الطبلة أو المفاغرة الطبلية) حيث إنها توضع في غشاء طبلة الأذن، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يوجد مليون طفل على الأقل (تراوح أعمار معظمهم بين عام وثلاثة أعوام) يخضعون لعملية تفميم طبلة الأذن بأنابيب التهوية كل عام، وتكلف هذه العملية 300 دولار أمريكي إذا تم إجراؤها في العيادة (لا يمكن إجراؤها في العيادة إلا إذا كان الطفل أكبر سنا وأكثر تفهما)، ولكن تكلف 1000 دولار أمريكي إذا تم إجراؤها بالمستشفى تحت تأثير مخدّر عام قصير الأمد.


تستخدم أنابيب التهوية في تصريف السائل الموجود في تجويف الأذن الوسطى وتقوم بتهويتها، تهتز طبلة الأذن بصورة طبيعية متأثرة بالصوت؛ لأن الفراغ الواقع خلفها (الأذن الوسطى) يكون ممتلئا بالهواء، أما إذا كان هذا الفراغ ممتلئا بسائل فسوف يضعف السمع ويحدث هذا في حالات التهاب الأذن، وأحيانا يبقى هذا السائل حتى بعد زوال هذه الالتهابات بسبب انسداد القناة السمعية (التي تربط بين مؤخرة الأنف والأذن الوسطى) وعدم سماحها بدخول الهواء وإخراج السائل، وعقب حالات الالتهاب هذه يبقى السائل في الأذن الوسطى لمدة شهر عند حوالي 30% من الأطفال، و20% منهم يبقى السائل لمدة شهرين و5% منهم يبقى السائل لمدة أربعة أشهر، والأمر المهم هنا الذي يتعلق ببقاء هذا السائل لفترة طويلة هو أن ضعف وخلل السمع الذي ينتج عنه يؤثر على تطور القدرة على الكلام، ومن المحتمل أن يظل هذا السائل، خاصة إذا أصيب الطفل لأول مرة بالتهاب بالأذن وعمره أقل من ستة أشهر، أما إذا بلغ الطفل خمس سنوات فتصبح القناة السمعية أكثر اتساعا ولا يبقى عادة هذا السائل طويلا بعد علاج التهاب الأذن.


تسمح أنابيب التهوية بتصريف الإفرازات خارج تجويف الأذن الوسطى وللهواء بالدخول مرة ثانية، وبالتالي تقل نسبة خطر تكرر حدوث التهابات الأذن بدرجة كبيرة، كما يعود السمع إلى صورته الطبيعية بوضع الأنابيب في مكانها، فتسلك عملية تطور القدرة على الكلام بدورها مسارها الطبيعي، وأيضا تحول الأنابيب دون تحول السائل إلى أن يكون غليظ القوام (تعرف بالأذن الصمغية) الذي قد يتلف الأذن الوسطى، كما تقوم أنابيب التهوية بأداء الوظائف اللازمة إلى أن ينضج الطفل فتصبح القناة السمعية أكثر قدرة على أداء وظائفها بصورة أفضل. أولا: هناك 10% من الأطفال الذين يستعملون أنابيب التهوية يبقون عرضة للإصابة بالتهابات الأذن المصحوبة بالإفرازات والألم، ولابد من حدوث مثل هذه الالتهابات التي تتطلب تعاطي المضادات الحيوية على أية حال. ثانيا: قد تحدث بعض المضاعفات بسبب السقوط المبكر أو المتأخر للأنابيب، تسقط الأنابيب عادة بعد حوالي عام، لكن تبقى داخل قناة الأذن الخارجية، وأحيانا تسقط بسرعة وهو ما يتطلب وضع أنابيب أخرى بدلاً عنها، وإذا ظلت هذه الأنابيب داخل طبلة الأذن لأكثر من عامين فقد يرى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة أنه من الأفضل إزالتها. ثالثا: بعد سقوط الأنابيب؛ بعضها يترك ندبة أو ثقبا صغيرا بطبلة الأذن لا يلتئم، وكلاهما قد يسبب فقدانا بسيطا في السمع، وبسبب خشية وقوع مثل هذه المضاعفات بالإضافة إلى مضاعفات التخدير، ينصح الأطباء بتركيب أنابيب التهوية فقط للأطفال الذين تحتم حالتهم استعمالها بصورة قاطعة.


كما شرحنا سابقا؛ فإن معظم الأطفال الذين يفقدون السمع نتيجة لوجود السائل بالأذن الوسطى يفقدونه بصفة مؤقتة فقط، خلال هذه الفترة عندما تتحدثين إلى الطفل اقتربي منه واجعليه يتابعك بعينه واجذبي كامل انتباهه، وأحياناً تأكدي إذا كان قد فهم ما حدثته به، فإن لم يكن قد فهم فحدثيه ثانية بصوت أكثر ارتفاعا من المعتاد، ولا تقعي في الخطأ الشائع بأن تظني أن الطفل يتجاهلك بينما في الحقيقة هو لم يسمعك، ينبغي خفض أي صوت حولك كصوت المذياع (الراديو) أو "التلفاز" عندما تتحدثين إلى الطفل، وفي المدرسة تأكدي من أنه يجلس في المقاعد الأمامية بالقرب من المدرس، (حيث إن السائل الموجود بالأذن الوسطى يعوق قدرة الطفل على السمع في الأماكن المزدحمة أو في الفصل)، كما يجب أن يوضع في الاعتبار أن معظم الأطفال سوف يعوضون ما فاتهم من المهارات اللغوية عقب فقدان جزء بسيط من سمعهم بصفة مؤقتة. نستعرض فيما يلي الحالات التي تبين في العادة ضرورة إجراء العملية الجراحية لتثبيت أنابيب التهوية: o عند وجود السائل بصفة مستمرة لأكثر من أربعة أشهر. o عند إصابة الأذنين بنفس الوقت. o إذا تسـبب السـائل في الفقـدان المؤكد للسـمع (على الرغم من أن الأطفال الذين يكون لديهم فقد في السـمع بأكثـر من 20 ديسـيبل "وحـدة قيـاس الصوت" قد يؤثر على مهارتهم اللغوية بشكل واضح، إلا أن الكثيـر من الأطفال الذين توجد لديهم هذه المشكلة يكون السمع لديهم طبيعياً تقريباً). o - إذا تسبب السائل في إعاقة القدرة على الكلام (مثلا عدم نطق الطفل لثلاث كلمات وهو في سن 18 شهرا أو عدم قدرته على نطق 20 كلمة وهو في سن عامين). o إذا لم تستجب الالتهابات المتكررة في الأذن لتناول المضاد الحيوي بصفة مستمرة.


في العادة يتسبب انسداد القناة السمعية (قناة استاكيوس) في حدوث كل من التهابات الأذن المتكررة وتجمع السائل بها بصورة مزمنة، وإذا ما وجد أي من المثيرات التالية فيجب علاجها أو التخلص منها قبل التفكير في جراحة أنابيب التهوية. o تَعرُّض الأطفال لدخان التبغ. o شرب الأطفال الصغار الحليب من الرضّاعة أثناء الاستلقاء قد يتسبب في دخول الحليب إلى تجويف الأذن الوسطى. o الأطفال الذين يعانون من حساسية بالأنف يتكون هذا السائل بآذانهم بصورة متكررة، يجب أخذ هذا العامل في الاعتبار خاصة إذا كان الطفل يعاني من حمى القش أو الإكزيما أو الربو أو من حساسية ضد بعض الأطعمة. o الأطفال الذين يعانون من الشخير أثناء النوم بسبب تضخم اللوزات الأنفية قد يعانون أيضا من مشكلات في الأذن.


الموضوعات المميزة
موضوعات أخري
علامات البحث
لا توجد علامات بعد.
من نحن
bottom of page