top of page

مفهوم التوحد


مفهوم التوحد

إن مصطلح التوحد هو ترجمة للكلمة الإغريقية "autos" أى الذات أو الأنا التى تشير إلى الإنطواء. كما تعددت الترجمات العربية لمصطلح Autism وأختلف الباحثون في إستخدام مصطلح واحد للتعبير عن هذه الإعاقة، فمن الباحثون من يطلق عليه التوحد أو الذاتوية أو الانشغال بالذات أو الإجتراريه وغيرها من المصطلحات ولكن من المصطلحات الأكثر إستخداما هو مصطلح التوحد نظرا لأنه يسهل تناوله وإستخدامه من قبل الأطباء والمتخصصين وكذلك الأباء والأمهات وجميع المعنيين بهذه الإعاقة .

يعد التوحد إحدى إضطرابات النمو التى لم تنل حظا من البحث والدراسة على مستوى مصر والوطن العربي وإن كان يحظى بحظ معقول من الدراسة على المستوى العالمي منذ أن أدخل كانر "Kanner" هذا المصطلح إلى المجال البحثي وقد إستخدمه لوصف الأطفال الذين يظهرون بأنهم إنطوائيون على نحو مفرط.

يعرف "عثمان فراج" (2003) إعاقة التوحد بأنها "مصطلح يستخدم لوصف إعاقة من إعاقات النمو، تتميز بقصور الإدراك وتأخر أو توقف النمو، ونزعة إنطوائية إنسحابية تعزل الطفل الذي يعانى منها عن الوسط، المحيط بحيث يعيش مغلقا على نفسه، لايكاد يحس بما يحيط به من أفراد أو أحداث أو ظواهر".

كما يعرف "فليب" التوحد بأنه إحدى مشكلات النمو العام وهى مشكلات نفسية شديدة تظهر فى الطفولة، وتتضمن خلل شديد فى نمو الطفل المعرفي، الإجتماعي، السلوكي، الإنفعالي والتى تؤدي إلى إنحراف يمتد لعمليات النمو، وهى تؤثر بشكل أساسي فى كفاءة الإنسان الإجتماعية والتواصل.

وقد لخص " كابوت واخرون " تعريف التوحد من خلال ثلاث مستويات مختلفة ومعتمدة على بعضها البعض فى آن واحد وهى

" أنه إضطراب عصبي يرتبط بنمو المخ، وبإعتباره إضطراب نفسي يشمل النمو المعرفي والإنفعالي والسلوكي، وبإعتباره إضطراب فى العلاقة يفصح عن فشل فى التطبيع الإجتماعي الطبيعي"


وتشير "ماري جوموت واخرون بأن التوحد "إضطراب ناتج عن خلل فى وظائف المخ يتضمن ضعف فى التواصل الإجتماعي، بالإضافة إلى تكرار الحركات، ومقاومة التغيير".


وتعرفه الجمعية الأمريكية للتوحد بأنه "إعاقة في النمو تتصف بكونها مزمنة وشديدة تظهر في السنوات الثلاثة الأولى من العمر وهو محصلة لإضطراب عصبي يؤثر سلبيا على وظائف الدماغ".


ويشير " فولكمار أن التوحد "إعاقة ذات تأثير شامل على كافة حوانب النمو حيث يظهر الطفل التوحدي قصورا واضحا فى المهارات الإجتماعية والعقلية والانفعالية، والحس حركية بالإضافة إلى العديد من السلوكيات المضطربة مثل السلوك النمطي الإنسحابي وسلوك إيذاء الذات.


ويرى "محمد على" أن التوحد "إعاقة متعلقة بالنمو تؤثر سلبا فى جميع جوانب النمو وإبراز تأثيرها فى القدرة على التواصل بشقيه اللفظى والغير لفظي، مما يترتب عليه خلل فى مهارات الفرد الإجتماعية والسلوكية، والنفسية، مما يؤدي إلى إنعزال الفرد إنعزالا تاما عن المجتمع المحيط منشغلا عنه فى إهتمامات وأنشطة محدودة وروتينية وسلوكيات نمطية تدور أغلبها حول الذات".


كما يوضح "أحمد زكريا" أن التوحد إضطراب من الإضطرابات النمائية الشاملة والمعقدة، التى تظهر على الطفل خلال السنوات الثلاثة الأولى من عمره وتنتج عن إضطرابات فى الجهاز العصبي مما يؤدي إلى قصور فى بعض العمليات العقلية، مهارات التفاعل الإجتماعية، مهارات التواصل بشعبه اللفظى وغير اللفظى كما يتصفون ذوي التوحد بمحدودية شديدة فى الأنشطة والإهتمامات وعدم الإهتمام بالآخرين وتبلد المشاعر، بالإضافة إلى بعض السلوكيات اللاتوافقية مثل السلوك النمطي والنشاط الزائد وسلوك إيذاء الذات، تلك السلوكيات التى تعكس قصورا فى التكامل الحسي.


ويقصد بالطفل ذوى إعاقة التوحد Autistichild " الطفل الذي فقد الإتصال بالآخرين أو لم يحقق هذا الإتصال قط".

كما يذكره "عادل عبد الله" أن الطفل التوحدى هو الطفل الذي يعانى من قصور فى الجانب الإجتماعي يضطر على أثره إلى الإنسجاب من التفاعلات والمواقف الإجتماعية.

Comments


الموضوعات المميزة
موضوعات أخري
علامات البحث
لا توجد علامات بعد.
من نحن
bottom of page