الاختلاط بين التوحد وحالات أخري
هناك حالات وأمراض كثيرة بأعراض ظاهرية تشابه في بعض جوانبها التوحد ، لذلك نقول أن تشخيص هذه الحالات تحتاج إلى متخصصين يقومون بدراسة الحالة دراسة متأنية للخروج بالتشخيص المناسب ، وهنا سنحاول الإيجاز عن بعض الحالات التي نجد فيها بعض التشابه والاختلاف. اضطراب قلة التركيز Attention deficit disorders هي حالة نفسية عصبية تتميز بوجود مدى تركيز ضعيف عند الطفل المصاب أقل مما هو متوقع لمن هم في عمره ، كما يصاحبه نشاط حركي زائد وسلوكيات متهورة ، هذه الأعراض تظهر دون سن السابعة في كثير من الأطفال المصابين ، وإن كان اكتشافها يزداد بعد دخول الطفل المدرسة ، وفي السنوات الأخيرة أزداد عدد الحالات المكتشفة في العالم ، وقد لوحظ أنه يصيب الذكور عشر أضعاف إصابة الإناث تقريباً ، وأسبابه غير معروفة ولكن تتركز على إصابات الجهاز العصبي. الأعراض تختلف من طفل لآخر ، وقد قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (DSM- IV) بوضع قواعد للتشخيص حيث قسمت إلى ثلاث أنواع ( لسيطرة مجموعة من الأعراض ) وهي : - عدم القدرة على التركيز : لا يستطيع التركيز في عمل ما لمدة طويلة ، كما يمكن بسهولة قطع تركيزه ولفت انتباهه مما يجعله لا يتم ما يقوم به من أعمال، كما لا يستمع لك عندما تحدثه، وعندما يسمعك فإنه يقوم بجزء من العمل المطلوب منه. - النشاط الزائد : الطفل لا يعرف الجلوس مستقراً في المنزل أو السيارة، كثير الحركة بدون هدف، يجري ويتسلق الجدران ويتكلم كثيراً. - سلوكيات متهورة : الطفل لا يطيق الانتظار لأخذ دوره مثلاً، يقوم بإزعاج الآخرين ومضايقتهم ومقاطعتهم ويجيب عن السؤال قبل إكماله. - صعوبات اللغة والتعلم ، وغيرها. الكآبــةDepression : الكآبة والحزن تصيب جميع الأعمار نتيجة عوامل مختلفة ، كما أن التعبير عنها يكون بصور مختلفة تجعل من الصعوبة أحياناً تشخيصها ، فالرضيع قد يعبر بالبكاء والغضب واضطراب النوم ، والأكبر سناً بالانزواء، وقد يكون هناك تأخر في اكتساب المهارات الحركية والفكرية، وعند سن المدرسة تظهر عليهم علامات الحزن والإنطوائية وعدم القدرة على التركيز والفشل الدراسي ، كما أن البعض قد تظهر عليهم حركات غير طبيعية. انفصام الشخصية Schizophrenia قد يحدث إنفصام الشخصية في عمر مبكر ولكن لا يمكن الكشف عن الحالة بسهولة، وعادة ما يكون الطفل ذو معدل الذكاء دون المتوسط ( أقل من 80 نقطه )، وغالبا من فئة الذهان، وتكون اللغة عادية بدون مشاكل ، كما أن لديه استجابة حادة للأحاسيس ( حرارة ، برودة )، وتظهر عليه علامات هلوسة وهذيان. الاستحواذ الوسواسي Obsessive compulsive disorders : هو اعتلال قلقي حيث تعاود المريض باستمرار أفكار أو نزوات غير مرغوب فيها ( تسمى الاستحواذ )، مع سيطرة الأحاسيس لعمل شيء ما لكي تقلل من درجة الاستحواذ، هذه الأفكار الاستحواذية تظهر على أشكال ودرجات متنوعة ، من فكرة فقدان التحكم على النفس ، إلى الحرص على نظافة الجسم أو جزء منه بشكل مستمر ومبالغ فيه ، هذه الزيادة بالعناية والاهتمام في التصرفات والسلوك لدى المريض بالاستحواذ الوسواسي لا معنى لها ، تحدث بشكل مكرر ومقلق ، وفي بعض الأحيان تكون ضارة ، ومع ذلك يجدون صعوبة في السيطرة والتغلب عليها. صعوبات الارتباط العاطفي Attachment disorders : عدم قدرة الطفل على إقامة روابط عاطفية مع الوالدين ، وغالباً ما يحدث ذلك نتيجة الحرمان العاطفي أو القسوة. صعوبات تطور اللغة Developmental Language Disorder : حيث يكون هناك تأخر في نمو اللغة لدى الطفل ، ويكون نموه الاجتماعي طبيعي نسبياً. الفرط الحركي Hyperkinetic disorder : هنا فرط وزيادة الحركة تؤدي إلى قلة التركيز في النشاط. الخرس أو الصمم الاختياري Elective mutism: بعض الأطفال يتكلمون في مكان ما ( المنزل مثلاً ) ويمتنعون عن ذلك في مكان آخر (المدرسة )، وعادة ما يكون ذلك طبيعياً في الأطفال حتى سن الخامسة من العمر، إلاّ أن بعض الأطفال قد يكون لديهم مشاكل سمعية أو بصرية . الصمم الخلقي : الأطفال المولودون بالصمم يواجهون الكثير من المشاكل خلال نموهم وتطورهم ، وقد يكون لديهم مشاكل سلوكية متعددة ، ومنها الانعزال الاجتماعي ونقص التواصل اللفظي ، وإذا كانت درجة نقص السمع متوسطة فقد يصنفون في فئة المتخلفين فكرياً أو التوحديون ، وهؤلاء لديهم القدرة على التواصل غير اللفظي عن طريق لغة الإشارة وقراءة الشفاه والتقليد والمحاكاة . أمّا التوحديون فليس لديهم نقص في السمع ولكنهم غير قادرين على التواصل اللفظي وغير اللفظي ، وملاحظات الوالدين تعطي للمتخصصين التفصيلات اللازمة عن الحالة. ما الفرق بين التوحد والحبسة APHASIA ؟ الحبسة هي فقد المقدرة على الكلام نتيجة أسباب متعددة ، أهمها إصابة الدماغ بالأذى لأسباب متعددة ، حيث يكون هناك عدم المقدرة على إرسال أو استقبال كلمات أو جمل ذات معنى ، مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية، ولكن هؤلاء الأطفال يكون لديهم الرغبة في التواصل مع الآخرين ، حيث يكون هناك تواصل غير لغوي ( بالإشارة مثلاً ) ، كما أنهم يحبون اللعب مع أقرانهم ، وعند قيامهم باللعب فأنهم يستخدمون مخيلتهم ، كما يقومون باللعب بأصوله وقوانينه. أما الطفل المتوحد ، فلديه عدم المقدرة اللغوية ، مصحوبة بعدم الرغبة في التواصل أو اللعب مع أقرانه. اضطرابات الكلام : بعض الأطفال يكون لديهم صعوبة في فهم الكلام ( النمط الأستقبالي ) وبالتالي عدم القدرة على تعلم الكلام ، وآخرون تكون لديهم صعوبات في التعبير حيث يمكنهم الفهم ولكن لا يقدرون على التعبير( النمط التعبيري ) ، وقد يتجاهل هؤلاء الأطفال جميع الأصوات الصادرة كالصّم ، وقد يكونون انعزاليين اجتماعيا ، ومع ذلك فهم قادرين على التواصل مع الآخرين بأعينهم ( التواصل النظري ) كما يمارسون اللعب التظاهري. ما الفرق بين المتخلف فكرياً والمتوحد ؟ التوحــديون يعانون من بعض التخلف الفكري بدرجات متفاوتة ، لكن المتخلف فكرياً عادة ما يكون لديه نقص عام في كل القدرات ، وقد يكون هناك بعض العلامات الجسمية الدالة على التخلف ، أمّا في التوحد عادة ما يكون لديهم نقص متفاوت في القدرات وليس هناك أي علامات جسمية. المتخلفون فكرياً بخلاف التوحديون قد يكون لديهم صعوبات لغوية ومع ذلك نراهم يسعون وراء التفاعل الاجتماعي ويستمتعون به، كما أنهم يستخدمون الإشارات الجسدية للتعبير عن أنفسهم ، كما أن البعض يمارس بعض اللعب التظاهري.
Comments