ما هو الاوتيزم - التوحد
يسمى باضطراب الطيف التوحدي " Autism Spectrum Disorders "
ويسمى بالاضطرابات النمائية الشاملة " Pervasive Developmental " ويسمى بالاجترارية، ويسمى بالذاتوية،ومتلازمة كانر " نسبة للعالم كانر لمن أطلق مصطلح مفهوم التوحد " ويسمى بالتوحد وهو المصطلح المأخوذ من اللغة الاغريقة،حيث تنقسم الكلمة هذه إلى شقين autos بمعنى النفس وism بمعنى الحالة غير السوية وهذا يعني أن المصابين بحالة التوحد يحملون نفسا غير سوية وغير مستقرة (سليمان،2003 ؛عادل ،2007).
والتوحد حالة حادة من الانطواء الاجتماعي والانفعالي والاتصالي وعجز في الاتصال بالآخرين وحتى بأهلهم، وهذه الحالة من الأولاد تعيش ضمن عالم خاص بها يعزلها عن بقية العالم الخارجي، فهو وان لم يكن أصم لا يسمع،إلا انه نادرا ما يتكلم،وإذا تكلم،يصدر منه القليل جدا من كلمات مكررة.
وقد ورد تعريف دينيس Dennis عند محمد(2003)،بأنه السلوك الصادر عن الطفل والمتمحور في ثلاثة اضطرابات سلوكية،اضطراب في التفاعل الاجتماعي،واضطراب في النشاط التخيلي والقدرة على التواصل، وانغلاق على الذات وضعف في الانتباه المتواصل للأحداث والموضوعات الخارجية .
ويعرف التوحد بأنه إعاقة نمائية تظهر عادة في الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل،وهي نتيجة لاضطرابات عصبية تؤثر سلبا على عمل الدماغ (القاسم وآخرون،2000)،ويَعتبر "شبلي"،وهو مدرب ميداني لأطفال التوحد بالكويت (2001)،إن التوحد هو نوع من الإعاقات التطورية سببها خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي – المخ – يتميز في توقف أو قصور في نمو الإدراك الحسي واللغوي وبالتالي القدرة على التواصل والتخاطب والتعلم والتفاعل الاجتماعي،بحيث يصاحب هذه الأعراض،نزعة انطوائية تعزل الطفل عن وسطه المحيط،بحيث يعيش منغلقا على نفسه،لا يكاد يحس بما حوله وما يحيط به من أفراد أو أحداث أو ظواهر،ويصاحبه أيضا اندماج في حركات نمطية أو ثورات غضب كرد فعل لأي تغير في الروتين
.وإنني اعرف التوحد على اعتباره اضطراب انفعالي سلوكي،يؤثر على السلوك ألتكيفي للإنسان،والمحيط الاجتماعي مما يعيق الاتصال والتواصل مع الأخريين،ويؤثر سلبا على اللغة وخمول النشاط وتبلد الإحساس والمشاعر،ويرافقها حركات منوالية،عصابية بشكل ملفت للنظر،مرتبطة بخلل ومشاكل في الجهاز العصبي المركزي .
ويعرف التوحد كما جاء عند (DSM- IV)الدليل التشخيصي والإحصائي للإضرابات العقلية – الرابع – هو عبارة عن خلل عقلي واضطراب في النمو،لمدى الحياة،حيث يظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل،وينتشر أكثر عند الذكور بنسبة 4-1 عن مثيلتها عند الإناث،ويوجد التوحد في جميع أنحاء العالم ومع مختلف العرقيات والخلفيات الاجتماعية .
يعتبر العالم الأمريكي"ليو كانر "Kenner "عام 1943 أول من شخص وأطلق مفهوم التوحد على هؤلاء الأطفال،حيث اعتبر التوحد بأنه السلوكيات التي تشتمل على عدم القدرة على تطوير علاقات مع الآخرين،وتأخر في اكتساب الكلام مع وجود ذاكرة حرفية" تكرار" ونشاطات اللعب النمطية،وضعف التحليل(الزريقات،2004).وبعد مرحلة الاكتشاف وتحديد خصائص التوحد،فكان التركيز للعمل في الخمسينات والستينات بالسؤال عن كيفية إدراك التوحد وكيفية مقارنته عن غيره من الاضطرابات،حتى توصل غالبية العلماء المشخصين للتوحد،بأنه عبارة عن فشل في تطوير علاقات اجتماعية واضطراب لغوي ولعب تكراري ونمطي،ولوحظ الضعف في المهارات اللفظية،وفي السبعينات وبداية الثمانينات،ساعدت البحوث على تطوير مناهج وأدوات للتقييم،مثل المقابلة التشخيصية للتوحد،والتعرف على مدى أنواع ومستويات الصعوبة في التوحد،فتميز التوحد عن غيره في الاضطرابات (عكاوي،1996؛عبد الله،2001).
وفي عقد الثمانينات، تبين بأن الطفل المتوحد لديه قصور في القدرات الاجتماعية ،والنفسية. وتم التركيز على الاهتمام على إدراك الأداء والمشاعر،وأن المشكلة هي الفشل في تطوير علاقات اجتماعية، ومهارات تواصلية وفقدان الإحساس بالهوية،وفي بداية التسعينات ظهرت دراسات تؤكد دور العوامل الجينية بمعنى أن الاستعداد الوراثي والأمراض العضوية التي تستمر فترة طويلة بين أعضاء الأسرة تسبب لديهم بعض الجينات المؤدية إلى التوحد (سليمان،2001)،وفي أواخر التسعينات شهدت تطورا للنتائج الجينية فأظهرت اهتماما بالتشابهات بين التوحد والأنماط السلوكية للأطفال الذين يعانون من حرمان،وامتازت المرحلة بتغيرات كبيرة في الأساليب العلاجية،كما توجه الاهتمام نحو أساليب مساعدة في إحداث تغيرات إيجابية مثل الحديث عن أدوية،وهذا ما يتم الحديث عنه بكثرة في الأعوام 2005-2008،تركيز على العلاج من خلال الأدوية والعمليات الجراحية،مع الاهتمام الواضح بالطرق العلاجية من خلال البرامج والأنشطة الحياتية ،وطرق التدخل الفعالة للتقليل من أعراض التوحد(حكيم،2008؛الزريقات،2004).
Comments