سؤال في التوحد
ماذا تعني الاستجابة غير الطبيعية من الحواس الخمسة تجاه المؤثرات الخارجية لدى التوحديين؟
الحواس بكل ما تشمله من لمس، شم، إحساس، نظر وسمع.. تتأثر عند الطفل المتوحد لسبب لا يعرف تفسيره بعد. وعند الطفل حساسية مفرطة تجاه اللمس ولذلك فإنه يقاوم أن يلمسه أحد أو أن يحضن من قبل أقرب المقربين إليه، وإن حضن ضد رغبته فإنه يقاوم ويدفع يديه وقدميه محاولاً التملص من هذا اللمس العنيف في مفهومه. أما السمع فإنه يتأثر أيضاً بشكل كبير، فمثلاً نجد أن الطفل يرتعد من الصوت الآلي، وإن كان الصوت لا يمت إلى محيط الطفل بصلة. مثال ذلك: الطفل في البيت وتأتي سيارة نقل القمامة في الشارع وتصدر جلبة عالية، فإذا بالطفل يصاب بنوبة عصبية شديدة ويصرخ ويسد أذنيه نتيجة الصوت العالي الذي لا يقدر أن يتحمله.
مثال آخر على حساسية الطفل تجاه حاسة السمع: أنت في السوق والناس ينادي بعضهم بعضاً، الإنسان العادي عندما يعرف أن النداء غير موجه إليه فإنه لا يبدي تركيزاً تجاه الخطاب أما الطفل المسكين فإنه لا يتمكن من عمل "فلترة" للأصوات المهمة أو التي لا تخصه، وبالتالي فإنه يتعب من سماع كل المعلومات في درجة واحدة من الاهتمام. على النقيض من ذلك هناك بعض الأطفال المتوحدين الذين يتصرفون وكأنهم لا يسمعون رغم أن سمعهم سليم، فنرى الواحد منهم لا يستجيب لمناداته باسمه، أو أن الوالدين يحتاجان إلى أن يكررا الكلام مع الطفل وطلب أن يبدي بعض الانتباه حتى يستجيب لهما.
أما بالنسبة للنظر فإن بعض الأطفال يظهرون اهتماماً غريباً بالألوان البراقة أو يحدقون في بقعة معينة لمدة من الزمن من دون أي هدف مفهوم للآخرين، كما يتأثر بالشم والذوق أيضاً ولكن بدرجة قليلة. ولا يعلم إلى الآن ما سبب هذه الحساسية المفرطة تجاه الحواس واستقبال أطفال التوحد للموثرات الخارجية، لكن في نفس الوقت لابد من القول إنه ليس كل طفل متوحد يبدي تأثراً بهذه الحساسية فهم يختلفون وكل طفل هو حالة بعينها.
Comentários