سؤال في التوحد
ما هي وسيلة التواصل المناسبة للطفل التوحدي؟
التواصل هو طريقة أو أسلوب لتبادل المعلومات بين الأفراد. إن المعلومات يمكن إرسالها ، كما يمكن استقبالها بطرق عديدة تتراوح من الكلمة المنطوقة أو المكتوبة ، الى ابتسامة الصداقة والمودة ، الى حركات اليدين ، الى تعبيرات الوجه ، وما الى ذلك. والأطفال التوحديين يعانون من صعوبات في التواصل تصعب عليهم الحصول (الوصول إلى) احتياجاتهم مما قد يسبب إحباطا لكلا من الوالدين و الأطفال. و تتمثل الصعوبة لديهم في فهم قدرنهم علي فهم اللغة من جهة و قدرتهم علي التعبير عن احتياجاتهم.
وتعد مشكلات التواصل Communication Impairments من أعقد المشكلات التي يعانى منها الطفل المتوحد، حيث يعجز عن اكتساب واستخدام اللغة, فيظل ما بين 20%-50% من هؤلاء الأطفال بكما طوال حياتهم، بينما تعانى النسبة المتبقية منهم من القادرين على الكلام من مشكلات لغوية عديدة وهى:
ضعف نمو الكلام الوظيفي Functional Speech ,
ترديد الكلام Echolalia ,
قلب الضمائر Pronominal reversal ,
افتقار الصوت للجانب الإيقاعي حيث يتسم بالجمود او الفتور Problems with prosody.
وصعوبات التواصل ليست مشكلة في حد ذاتها وانما تتضح خطورتها من خلال الآثار المترتبة عليها، ومن أهمها الإضطرابات السلوكية التي تنتاب الطفل المتوحد نتيجة لعدم امتلاكه وسيلة اتصال تمكنه من التعبير عن رغباته، سواء كانت هذه الوسيلة لفظية أو غير لفظية، فعندئذ يلجأ إلى السلوكيات التي يمكنها أن تؤثر علي الآخرين من حولة كالبكاء, الضرب, قذف وتدمير الأشياء الموجودة أمامه, وغيرها من السلوكيات التي تجعل الآباء يسارعون لمحاولة تهدئة الطفل بأن يعرضوا عليه كل الأشياء المحببة إليه من أجل تحديد ما يريد، مما يعزز سلبيا تلك السلوكيات لدى الطفل ويقوى ظهورها باستمرار.
وعندما يعاني الطفل التوحدي من ضعف في نمو اللغة، يمكنه أن يتعلم التواصل من خلال تعلم شكل من أشكال التواصل العيني أو المرئي مثل الصور والإشارات، أي نظم التواصل البديلةAugmentative Communication Systems (AAC) والتي تم إعدادها لتستخدم مع ذوى صعوبات التواصل الشديدة، ومن أمثلة تلك النظم: لغة الإشارة -لوحات التواصل -أجهزة التواصل الإلكترونية .
وعموما ما لاتوجد وسيلة واحدة هي المثلى للكل الأطفال التوحديين. ولكن يتم اختيار الوسيلة التواصلية – سواء لفظية أو حرية –من قبل أخصائي التخاطب بحيث يتم تحقيق التواصل الكلي للطفل. ويينصح بالعمل على تحقيق التواصل الكلي بأن يتعلم الطفل استخدام جميع الأشكال الممكنة للتواصل حتى تتاح له الفرصة الكاملة لتنمية مهارة اللغة بقدر المستطاع . مثل هذا العمل يتضمن إدخال نظام ثابت للرموز الاستقبالة والتعبيرية (لغة الاشارة). ويشتمل أسلوب التواصل الكلي على الصورة الكاملة للأنماط اللغوية : الحركات التعبيرية التي يقوم بها الطفل من نفسه ، ولغة الإشارة ، والكلام ، وقراءة الشفاة ، وهجاء الأصابع ، والقراءة والكتابة ، واستخدام الصور.
Opmerkingen