تعرض السيدات للاعتداء في طفولتهن يزيد فرص إصابة أطفالهن بالتوحد
تعرض السيدات للاعتداء في طفولتهن يزيد فرص إصابة أطفالهن بالتوحد
كشفت دراسة علمية حديثة أجريت من قبل كلية هارفارد للصحة العامة عن أن النساء اللاتي يتعرضن في طفولتهن لأي نوع من الاعتداء سواء كان اعتداء جسدياً، عاطفياً أو جنسياً، يكن أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب بالتوحد.
وأوضحت الدراسة أنه كلما كان الاعتداء أقوى وأكثر خطورة، كلما زادت احتمالات ولادة السيدة لطفل مصاب بالتوحد، بنسبة تصل إلى 3 مرات ونصف أكثر من النساء اللاتي لم يتعرضن للاعتداء. وأشار أندريا روبرتس المشرف على الدراسة والباحث المشارك في قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية الصحة العامة بهارفارد إلى أن الدراسة قامت بتحديد عامل خطر جديد للإصابة بالتوحد.
وأوضح أنه لا بد من إجراء المزيد من البحوث لفهم كيف يرتبط تعرض النساء للاعتداء بإصابة أطفالهن بالتوحد، حيث سيساعد هذا الأمر على فهم أفضل لأسباب التوحد وتحديد عوامل خطورة الإصابة بالمرض التي يمكن الوقاية منها.
ووفقاً لما ورد في موقع medicalxpress في عدده الصادر بتاريخ 20 مارس 2013، فإن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي تكتشف العلاقة بين تعرض الأم في طفولتها للاعتداء ومخاطر إصابة أطفالها بالتوحد. وخلال الدراسة، قام الباحثون بدراسة البيانات الخاصة بأكثر من 50,000 امرأة. ووجدت الدراسة أن النساء اللاتي تعرضن لمستويات عالية ومتوسطة من الاعتداء، كن عرضة لإنجاب أطفال بالتوحد.
وأكد الباحثون على أن هذه النتائج تشير إلى أن الاعتداء خلال مرحلة الطفولة ليس ضاراً فقط للشخص الذي يتعرض للاعتداء بشكل مباشر، لكنه أيضاً يزيد مخاطر تعرض الأجيال القادمة لإعاقات خطيرة.
ولمزيد من الدراسة، قام الباحثون بدراسة 9 عوامل خطر أخرى مرتبطة بالحمل وإصابة الأجنة بالتوحد، وشملت سكرى الحمل، تسمم الحمل، والتدخين.
ووجدت الدراسة أن النساء اللاتي تعرضن للاعتداء في طفولتهن كن أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد، مقارنة بالنساء اللاتي يعانين من عوامل الخطورة الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن التعرض للاعتداء خلال مرحلة الطفولة يرتبط بالإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، التي تشمل الصحة النفسية كالإصابة بالاكتئاب والقلق، والصحة الجسدية كالإصابة بالسمنة وأمراض الرئة.
كما أن النتائج تشير إلى أن آثار الاعتداء قد تنتقل عبر الأجيال. لذا، ينصح الباحثون بضرورة بذل المزيد من الجهود لمنع الاعتداء على الأطفال، وأشاروا إلى ضرورة تركيز الأطباء بشكل أكبر على الحد من تعرض النساء اللاتي تعرضن للاعتداء في طفولتهن، لعوامل الخطورة الأخرى المرتبطة بإصابة الأجنة بالتوحد.
Comments