نقص الإنتباه والإضطراب الناجم عن فرط النشاط - أساليب فعّالـة للإستخـدام داخـل الحجـرة الصفيــة
نقص الإنتباه والإضطراب الناجم عن فرط النشاط: أساليب فعّالـة للإستخـدام داخـل الحجـرة الصفيــة
يؤثر الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة على ما نسبته 3-5% من أطفال المدارس تقريبا0 وحالياً يعتبر هذا الإضطراب إضطراب عصبي نفسي يحتوي على مكونات جينية وراثية تتأثر بعوامل بيئية (باركلي ، 1998) وعلى الرغم من خطوط وإتجاهات الباحث التي ظهرت وتبشر بالخير ، فإن أسباب الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة تبقى غير أكيدة (باركلي ، 1998) وبالإضافة إلى المشاكل الناتجة عن الإصابة بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والمتعلقة بالسلوكيات الفوضوية فإن الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة غالباً ما يواجهون صعوبات ومشاكل أكاديمية أيضاً ، وتدل الدراسات التي اجريت على عينات من الأطفال أن ما نسبته 50% من الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة يجب أن يخضعوا لبرامج التعليم الخاص والذين يندرج غالبيتهم تحت صعوبات التعلم اوالإضطرابات السلوكية (ريد ، ماج ، فازا ورايت 1994) ، ومع ذلك فإن الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة لا يعتبر مشكلة تعليم خاص فقط فإن معظم الأطفال المصابين به يدرسون ضمن المدارس العامة النظامية (ريد ، ماج ، فازا ورايت 1994) ولذلك ، فإن العمل الفعّال مع الأطفال الذين يعانون منه يتطلب الإنتباه إلى التعليم العام وبيئتـه وبيئة التعليم الخاص واليوم هناك إتجاه متعدد الوسائل لعلاج الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والذي يطبق ويلقى تأييداً واسعاً (مثال : باركلي 1998 ، دوبول وستونر 1994) ويتضمن هذا النموذج أربعة مجالات رئيسية يتم فيه توجيه أسلوب التدخل وهي : (أ) البيئة التعليميـــة (ب) التشجيع على السلوكيات المناسبـة (ت) الإدارة الطبية العلاجيــة (ث) الخدمات الخاصة الدعم المقدم للاباءوالاطفال(مثال: الاستشارات، مجموعات الدعم المقدمة للاباء0 امـا هـذه الدراسـة فستركـز علـى اول مجالـين فقـط : البيئة التعليمية : وتوجه نحو التلاعب بالبيئة الصفية في محاولة لمنع حدوث المشاكل السلوكية والهدف هنا تغيير بيئة الصف حتى تتناسب بشكل افضل مع احتياجات الطفل0 ولذلك فان التلاعب بالبيئة الصفية قد يعطي فرصة كبيرة للمدرس ليستغل وقته وجهده بشكل افضل (دنلاب ،كيرن 1993 ) واضافة الى ذلك فان التلاعب بالبيئة الصفية امر عملي وسهل التطبيق ومهم جدا ويتطلب مجهود ووقت قليل من جانب المدرس ويعتبر هذا من الاعتبارات الهامة خصوصا في الصفوف المنتظمة حيث يمتلك المدرسون وقتا محدودا ففي الصفوف التي يتراوح عدد طلابها من 20-25 يصعب على المدرس واقعياً أن يكرس معظم وقته لطالب واحد ومعظم البيئات الصفية تتضمن ثلاثة مجالات رئيسية هـي :- أ ) البيئة والمحيـط الصفـي ب) المهمـات والمـواد ت) المنهـاج والتعليم الجـدول رقم (1) يرينا بعض هـذه المجالات وجميعها للطلاب الذين يعانون من الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة
البيئة والمحيط الصفـي : ويعود هذا النوع إلى الممارسات في الإدارة الصفية والترتيب المادي للحجرة الصفيـة فالتغيير في هذان الأمران قد يعود إلى نتائج حاسمة وآثار على سلوك الطالب وهناك احتمال ان يحدث غير ذلك فالتعاون من شأنه أن يجعل إدارة الصف أسهل أو أكثر فعاليـة الإدارة الصفيـة : الهدف هنا هو أن نستخلص السلوكيات الجيدة من الطلبة ونزيد من تكرار حدوث هذه السلوكيات فالقدرة على التصرف بشكل صحيح داخل الحجرة الصفية يعتبر متطلب ضروري لنجاح الطفل أكاديمياً (والأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة يجب أن يوقفوا إذا كان الصف مزعجاً وغير مرتب ومضطرب و الأنظمة الثابتة والتوقعات وحتى ينجح أولئك الأطفال يحتاج المدرسون إلى : (أ) خلق أنظمة تعليمية منتظمة ومتوقعة وثابتـة (ب) أن يتواصلوا مع طلابهم حول التوقعات المرجوة منهم والأول سهل وبسيط وأمر مباشر جداً ويتعلق بكتابة جدول للنشاطات اليومية التي سيقسم إليها اليوم المدرس والمحافظة على هذا الروتين (بندر ومابشز ،1995 ، روبول وستونر 1994) يجب ان يكون البرنامج اليومي واضح ومحدد يجب على المعلم ان يذكر ببعض التلميحات للاشياء التي سيحتاجها الطالب لبداية ونهاية النشاط مثلا ستحتاج الى كتاب القراءة وقلم رصاص الان على المعلو ان يبرمج الوقت بحيث تكون المواضيع الاكاديمية والرئيسية والتي فيها تحديات في فترة الصباح والنشاطات التي لاتحتاج الى تركيز تكون ظهرا ، وبما ان الابحاث تشير الى ان تصرفات هؤلاء الاطفال تسوء خلال اليوم ( بفنر وباركلي ،1998 ) لهذا السبب البرنامج المنظم يجب ان يلائم وضع الطفل اثناء قدرته على الاداء .وأفضل الممارسات نقترح أن يبدأ المدرسون بالنشاطات غير المرغوبة قبل القيام بالنشاطات التي يرغب بها الطلبة ، فالرياضيات يجب أن تأتي حصته قبل حصة القراءة اما الإجراء الثاني فيتطلب من المدرس أن يقوم بتأسيس إجراءات وقوانين فعّالة ومناسبة وأن يراقب سلوكيات الطلبة بفعالية الجدول رقم (2) يعطينا مؤشرات ودلائل لخلق قوانين صفية فعالة يوصي بها الباحث بين ورفاقه (بين ، راديتشي ، روزيلليني ، ديوتش مان ودارتش 1983) وهناك وسيلتين فعالتين على المدرس أن يستخدمهما لمراقبة الطالب وتزويده بالتغذية الراجعة (بيفينر وباركلي 1998) :- 1 ضع قطع من النقود في جيبك وانقلها في كل مرة تراقب فيها الطالب وتقدم له التغذية الراجعـة 2 إستخدم ساعة الوقف ، فعند توقفها سيتذكر المدرس أن يراقب السلوك ويقوم بتزويد التغذية الراجعـة أما كيفية تقديم المدرسين للتغذية الراجعة فهو أمر مهم جداً فقد بينت لنا الأبحاث عن الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة أن القوانين الصفية الفعالة ينتج عنها تحسن في السلوك عندما تقرن هذه القوانين بالتعزيز الإيجابي والمديح الذي يقدمه المدرس للسلوكيات الإيجابية عند الطلاب وعندما يتجاهل العقاب القاسي عند إنتهاك القوانين (آكرو أوليري 1987 ، بيفيرني وأوليري 1987 ، بيفينر ، روزن وأوليري 1991) بالإرشادات التالية للعقوبات الفعّالـة :- - قم بمعاقبة الطالب بهدوء وبطريقة غير عاطفية (ويفضل أن تعاقبه على إنفراد وليس أمام الطلاب) - ضع العقاب بحـزم (مثال : اشتغل بمهمتك الآن) - اجعل العقاب مختصراً ومباشراً وإلاّ فإن الإنتباه قد يعزز السلوكيات غير المناسبة ويجلب إنتباه الطلبة - عاقب الطالب بمجرد حدوث السلوك السلبي - تجنب الخلط بين المديح والعقاب والجمل الإيجابية التي قد تعزز السلوكات السلبيـة - زد من فعالية العقـاب من خلال الإقتراب من الطالب ، التواصل الجسدي ، والنظر في عينيـه بعد أن يتحسن سلوك الطالب ويثبت فعلى العقاب أن يخبو بشكل عام وقد يحدث هذا أيضاً بشكل طبيعي ، وعندما يتحسن السلوك فإن العقاب غير ضروري أبداً بعدهـا وبالإضافة إلى القوانين الصفية ، على المدرسين أن يكونوا قادرين على أن يوجهوا الطلاب بوضوح فعلى الأطفال أن يفهموا ماذا يتوقع منهم أن يفعلوا إذا ما قاموا بإنجاز مهامهم بالشكل الصحيح . وهذه بعض الإرشادات التي تساعد على إعطاء توجيهات فعّالـة : -إجذب إنتباه الطلبة قبل إعطائهم الإرشادات - إجعل الإرشادات قصـيرة وهادفـة - كن محـدداً إتجاه السلوك الذي تود أن يؤديـه الطالب - تجنب إعطاء أكثر من إرشاد في آن واحـد -إجعل الإرشادات واضحة دائمـاً - أعد الإرشاد على الطلبة ثلاث مـرات - تأكد من أن الطلاب قد فهمـوا ما تريده منهـم وقد تكون عملية إنتقال الطالب من صف لآخر أو مجموعة لأخرى أو نشاط لآخر أو مادة لأخرى صعباً وهذا يسبب مشاكل كثيرة للطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة هذه الأمور قد تكون مصدر كبير للسلوكيات الفوضوية ، وبإدارة مشاكل الإنتقال هذه بفعالية سيكون التعليم أكثر فعالية ويقدم لنا الباحث ماستروبيري وسكرجز (1994) الوسائل المتعددة التاليه للتأكيد على الإنتقال السريـع :- 1) اجلس جانباً عندما تبدأ عملية الإنتقال ، مثلاً عندما يشرب الطلبة أو يبروا أقلامهم وحدد أوقات معينة لقيام الطلبة بهذا الأمر حتى تقلل من حـدوث الفوضـى 2) أسس توقعاً من الطلاب أن ينتقلوا بسرعة من نشاط لآخر وقم بتعزيزهم عند إطاعة أوامـرك 3) أخبر طلابك أن أي وقت سيضيعوه من وقت الحصة خلال عملية الإنتقال سيتم إقتطاعه من وقت فرصتهـم
التنظيم المـادي : ويعـود إلى عاملـين : - الترتيب الحقيقي للصف - وموقع الطالب داخل الحجرة الصفية ويقترح باركلي وبيفيز(1998) أن الحجر الصفية المغلقة مناسبة أكثر من تلك المفتوحة للطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة لأن المفتوحة قد تسبب الكثير من المشاكل للأطفال لأنها تعطيهم فرص لعمل الفوضى وحجم الصف أيضاً أمر ضروري جداً فالصفوف المزدحمة سينتج عنها فوضى أكبر وبالتالي ضياع وقت المـدرس فبإمكان المدرس أن ينظم أدراج الطلبة بطريقة تسمح لهم بحرية الإنتقال من درج لآخر دون إحداث أي ضجة أو إزعـاج من لإجراءات الأخرى إستخدام الأدراج الطويلة التي تمكن الطالب من الوقوف فيها بأريحية والعمـل ولا بد من إجلاس الطالبة بمكان قريب جداً من المدرس للسيطرة على الصف وإعطاء التغذية الراجعة الفعّالة ولا بد ان توضع الأدراج بعيدة عن الشبابيك والأبواب وأي جهة يسمع منها أصوات قد تشتت الإنتباه ، كما يجب أن يبعد درج الطالب عن مكان وجود مبراة أقلام الرصاص (بندر وماثز 1995) المهمـة والمـواد : وتتعلق بآثار المواد والمهمات على سلوك الطالب فقد يصعب على المدرس أن يبقي الطالب الذي يعاني من الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة منهمكاً معظم الوقت في أداء الواجبات الصفية بسبب ضعف الإشراف من قبل المدرس ، وفرص التواصل القليلة ، ولأن العمل المستقل يتطلب النظام والذي يشكل صعوبة للطالب المصاب بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والإبقاء على إنتباه الطلبة خلال النشاطات الجماعية أمر صعب أيضاً فالطلبة المصابون بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة قد يظهرون مشاكل سلوكية كثيرة عندما لا يتجاوبون بفعالية أولا يتم تزويدهم بالتغذية الراجعة على الاداء أما العوامل التي تؤثر على سلوك الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة خلال المواد والمهمات فتشتمل على : صعوبة المهمه ، طول المهمه ، ومقدار ونوع التغذية الراجعة المقدمة خلال أداء المهمه 0 وهناك إستراتيجيات متعددة يمكن إستخدامها للتلاعب بهذه العوامـل المنهاج وطريقة التدريس : فما يدرّس وكيف يدرّس لهما تأثير كبير على سلوكيات الطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة فالطلبة عادة يبدءون نشاطهم وحبهم للتعلم عندما نعلمهم أشياء قيمة في نظرهم ومرتبطة بما يهمهم (جلاسر 1992) وفي حالة الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والذين يحتاجون إلى الكثير من التجهيز فإن هذا الأمر بالنسبة لهم غاية في الأهمية ولكن المدرسين لا يملكون سلطة في تغيير المنهاج والتطوير على بعض مجالاته فالرياضيات والقراءة منهاجان ضروريان ولكن بإمكانهم أن يضيفوا أمور مشجعة للطلاب في منهاجهم الخاص فبإمكان المدرس أن يقسم المنهاج إلى تقسيمات أسهل كما يمكن تقسيم المهمات إلى مهمات صغيرة نسبياً وتنظيمها جيـداً (هامل وآخرون 1993) التحفـيز : إن أداء وإنتباه الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة يكون أكثر عندما يؤدون نشاطات ذات معنى بالنسبة لهم (مثال : دنلاب ، كيرن - دنلاب ، كلارك وروينز 1991، دنلاب ، وايت فيرا ، ويلسون وباناك 1996) ولذلك لا بد للمنهاج أن يحتوي على أمور تهم الطلبة وتفيدهم في حياتهم اليومية ويقترح الباحث زنتال عام 1993 أن بإمكان المهمات والواجبات المدرسية أن تكون أكثر تحفيزاً من خلال : 1) إضافـة التغييرات اللونية والشكليـة 2) المراوحة والتغيير في شكل تقديم الواجبات والمهمـات 3) تقديم المهمات بشكل يراوح بين ما يهم الطلبة بشكل كبير وما تتدنى أهميته بالنسبة للطلبـة 4) إستخدام المهمات التي تتطلب إستجابة حركية عكس تلك التي تتطلب إستجابات أكثر سلبيـة
الإنخــراط : يعاني الطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة من مشكلة أو صعوبة الإبقاء على الإنخراط المعرفي خلال عملية التعليم التي تشمل مجموعة كبيرة من الطلاب ، فقد يفقدون إنتباههم خلال الحصة ، وبالتالي يلتفتون إلى القيام بالتصرف بسلوكيات فوضوية ومما يزيد المشكلة تعقيداً أن هناك مجموعة كبيرة من الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة أيضاً يعانون من صعوبات التعلم (دوبول وستونر 1994) وحتى نزيد من إنخراط الطلبة ، على المدرس أن يتأكد من أن الطلبة يستطيعون متابعة محتوى الدرس ولتحقيق ذلك ، على المدرسين أن يقدموا المادة بمستوى مناسب من الصعوبة ، وأن يوضحوا الأهداف والنقاط الرئيسية التي يودون تغطيتها وذلك بتقديم المادة الجديدة بشكل تدريجي خطوة بخطوة ، وأن يوفرون النموذج الصحيح للأداء والإجراءات الجديدة ، وأن يراقبوا فهم الطلبة ، ويعدلوا في التعليمات وطريقة التدريس كلما تطلب الأمر ذلك ، وأن يقوموا بتوفير تغذية راجعة صحيحة (ماستروبيري وسكرجز 1994)
Comments