top of page

إضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه - الأسباب والأعراض


إضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه واسبابها واعراضها

نظرة عامة يختلف الناس في سلوكياتهم من شخص لآخر وهو شيء طبيعي وواضح، ولكن اختلاف سلوكيات الأطفال في المراحل الأولى من العمر يجعلنا نتوقف حائرين في التفريق بين الطبيعي وغير الطبيعي من تلك السلوكيات، فقد يكون من منظور الوالدين شيئاً طبيعياً، ولكن يراه الآخرين شيئاً غير مألوف وغير طبيعي وغير مقبول من المجتمع، وسلوكيات الطفل نتاج تعامل الآخرين من حوله معه مثل الدلال الزائد والحماية المفرطة، ومن الناحية الأخرى قلة الحنان والإهمال، ولكن هناك حالات مرضية قد تؤدي لتلك السلوكيات الخاطئة.

قد يخرج الطفل عن حدود المعدل الطبيعي في حركته وسلوكياته، فنرى الطفل المخرب - الطفل كثير الحركة - الطفل الفوضوي - الطفل المعاند والعنيد - الطفل قليل الانتباه - وغيرها من الحالات بعضها طبيعي ومؤقت، والبعض منها مرضي ودائم، ومن تلك الحالات المرضية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. حيث أن الطفل يخرج عن حدود المعدل الطبيعي في حركته---- مما يسبب له فشلاً في حياته بسبب قلة التركيز، مع اندفاعيته المفرطة وتعجله الزائد والدائم، وللوصول إلى تشخيص لتلك الحالة يجب أن تنطبق عليه شروط معينة ومحددة، وأن يقوم بالتشخيص متخصص في هذا المجال. إضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ونقص الانتباه حالة مرضية سلوكية يتم تشخيصها لدى الأطفال والمراهقين، وهي تعزى لمجموعة من الأعراض المرضية التي تبدأ في مرحلة الطفولة وتستمر لمرحلة المراهقة والبلوغ، هذه الأعراض تؤدي إلى صعوبات في التأقلم مع الحياة في المنزل والشارع والمدرسة وفي المجتمع بصفة عامة اذا لم يتم التعرف عليها وتشخيصها وعلاجها. النشاط الزائد هو اضطراب شائع وتزيد نسبة انتشاره لدى الذكور بمعدل 3 إلى 9 أضعاف عنها لدى الإناث. ومع أن الاضطراب يحدث في المراحل العمرية المبكرة إلا انه قليلاً ما يتم تشخيصه لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. والنشاط الزائد حالة طبية مرضية أطلق عليها في العقود القليلة الماضية عدة تسميات منها متلازمة النشاط الزائد - التلف الدماغي البسيط - الصعوبات التعليمية - وغير ذلك. وهو ليس زيادة في مستوى النشاط الحركي ولكنه زيادة ملحوظة جداً بحيث أن الطفل لا يستطيع أن يجلس بهدوء أبداً سواء في غرفة الصف أو على مائدة الطعام أو في السيارة. ويميز البعض بين النشاط الزائد الحركي والنشاط الزائد الحسي. ففي حين يشير النوع الأول إلى زيادة مستوى الحركة يشير النوع الثاني إلى عدم الانتباه والتهور. وقد يحدث كلا النوعين من النشاط الزائد معاً وقد يحدث أحدهما دون الآخر. وغض النظر عن ذلك فإن كلا النوعين يؤثران سلبياً على قدرة الطفل على التعلم . وإذا ترك النشاط الزائد دون معالجة فإن ذلك غالباً ما يعني أن الطفل سيعاني من مشكلات سلوكية واجتماعية في المراحل اللاحقة. وكثيراً ما يوصف الطفل الذي يعاني من النشاط الزائد بالطفل السئ أو الصعب أو الطفل الذي لا يمكن ضبطه. فبعض الآباء يزعجهم النشاط الزائد لدى أطفالهم فيعاقبونهم ولكن العقاب يزيد المشكلة سوءاً. كذلك فإن إرغام الطفل على شئ لا يستطيع عمله يؤدي إلى تفاقم المشكلة. إن هؤلاء الأطفال لا يرغبون في خلق المشكلات لأحد ، ولكن الجهاز العصبي لديهم يؤدي إلى ظهور الاستجابات غير المناسبة. ولذلك فهم بحاجة إلى التفهم و المساعدة والضبط ولكن بالطرق الإيجابية وإذا لم نعرف كيف نساعدهم فعلينا أن نتوقع أن يخفقوا في المدرسة بل ولعلهم يصبحون جانحين أيضاً فالنشاط الزائد يتصدر قائمة الخصائص السلوكية التي يدعي أن الأطفال ذوو الصعوبات التعليمية يتصفون بها. ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟ هي حالة مرضية سلوكية تظهر لدى الأطفال المصابين بأعراض متنوعة ودرجات مختلفة، وتكون أكثر وضوحاً عند ترك الطفل منزله ودخول المدرسة، وتتركز الأعراض في ما يلي: فرط الحركة نقص الأنتباه الإندفاعية ماذا يعني نقص الأنتباه ؟ هي من أكثر أعراض هذه الحالة انتشاراً، فبالإضافة لعدم القدرة على الانتباه - فدرجة التركيز والأنتباه لديهم قصيرة جداً، فان المصابين بالحالة غير قادرين على التركيز - التذكر - التنظيم، يظهرون كأنهم غير مهتمين لما يجري من حولهم، يجدون صعوبة في بدء وإكمال ما يقومون به من نشاط، وخصوصاً ما يظهر أنه ممل أو متكرر أو فيه تحدي وتفكير، كأنهم لا يسمعون عندما تتحدث معهم، ولا ينفذون الأوامر المطلوبة منهم، يفقدون أغراضهم، وينسون أين وضعوا حاجياتهم - كتبهم وأقلامهم. ماذا يعني فرط الحركة - زيادة النشاط ؟ فرط الحركة وزيادة النشاط علامة مميزة، حيث نرى الطفل يتلوى - يتململ ، لا يستطيع البقاء في مكانه أو مقعده ، نراهم يجرون في كل مكان، يتسلقون كل شيء، كثيري الحركة لا يهدءون، يتكلمون كثيراً ، كل ذلك بلا هدف محدد، يحدث ذلك في المنزل - الشارع - الأسواق - أو المدرسة، كما يجدون صعوبة في التأقلم واللعب مع الأطفال الآخرين تختلف الصورة في المراهقين والبالغين، فلا تظهر الأعراض الحركية بنفس الدرجة والوضوح كما في الأطفال، ولكن نلاحظ تململهم الشديد ، لا يجدون متعة في القراءة او مشاهدة التلفاز أو الأنشطة التي تحتاج الهدوء والسكينة. ماذا تعني الاندفاعية ؟ هؤلاء الأطفال مندفعين بطبعهم، ، لا يفكرون في الحدث وردة الفعل، يجاوبون على السؤال قبل الإنتهاء منه، لا ينتظرون دورهم في الحديث أو اللعب، كثيراً ما يقاطعون الآخرين في الكلام واللعب، وهو ما يؤدي إلى عدم قدرتهم على بناء علاقات مستمرة مع الآخرين، ولذى نلاحظ في البالغين عدم استمرارهم في عمل أو وظيفة معينة، كما أنهم يصرفون أموالهم بدون تفكير أو حكمة. ما هي المدة الطبيعية للتركيز والانتباه؟ تختلف مدة ومقدرة الانسان على الانتباه والتركيز، وهي المقدرة المؤدية للتعلم والتذكر، ومن ثم الى زيادة نسبة الذكاء، وتراوح فترة انتباه الطفل الطبيعية من ثلاث إلى خمس دقائق لكل سنة من العمر، فالطفل في الروضة يحتاج إلى خمس عشرة دقيقة كفترة انتباه متواصلة لكي ينجز العمل الموكول له كحد أقصى، وبعد ذلك تزيد لكي تكون عشرين دفيفة في الصف الأول والثاني، ولكن هذا لا يعني التركيز المستمر المتواصل، ولكن عدم التشويش وفقد التواصل مع العمل الذي يقوم به، ولكن يجب الأنتباه أن فترة الانتباه عند مشاهدة التلفاز لا تحتسب عند قياس المقدرة على التركيز والانتباه. ما هي أسباب حدوث اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟ ليس هناك سبب واضح وحدد لحدوث الحالة، فليس هناك عيوب واضحة في الجهاز العصبي، ولكن هناك أتفاق بين العلماء ان الحالة تحدث نتيجة لأسباب عضوية نمائية للجهاز العصبي لم يتم التوصل لها وتحديدها، فاختلاف كيماويات المخ تؤدي إلى تأثيرات على المزاج والسلوك، حصول الأضطرابات في الجهاز العصبي حدثت خلال نمو الجنين ، خلال الحمل وقبل الولادة، وأن لم تظهر أعراضها الكاملة حتى بلوغ الطفل سن المدرسة، وتلعب الوراثة دوراً مهما ولكن لم يتم التعرف على المورث المؤدي له ما هي نسبة انتشاره؟ اضطراب فرط الحركة وضعف التركيز من الحالات المنتشرة في جميع أنحاء العالم، تصل نسبة الإصابة به إلى 10% من الأطفال في المرحلة الابتدائية، لكن على أكثر التقديرات معقولية ما بين 3% إلى 6% حسب تقديرات الدليل التشخيصي والأحصائي للأمراض النفسية الأمريكي في طبعته الرابعة DSM-VI، وتؤكد أبحاث حديثة على أن نسبة البالغين المصابين به لا تقل عن 3%. لقد لوحظ أن نسبة الأصابة بالحالة تختلف حسب شروط التشخيص، ففي دول اوروبا وبريطانيا يشترط وجود الأعراض الثلاثة مجتمعة للحصول على التشخيص لذلك تبلغ النسبة 5% ، أما في أمريكا فلا يشترط وجود الأعراض الثلاثة الرئيسة لذلك تبلغ النسبة 10-20% تقريباً، أما في الوطن العربي فلا توجد احصائيات تدلنا في هذا الموضوع. من الدراسات العربية عن هذه الحالة فهي كما يلي: دراسة بحث لنيل درجة الماجستير - د. السيد محمد قطب - جامعة الأزهر 1985 - وكانت عينة الدراسة 470 تلميذ في ثلاث مدارس، أظهرت أن نسبة الأضطراب هي 6.2%، في المرحلة العمرية 7-9 سنوات، وأكثر شيوعاً بين الذكور. دراسة لمراجعي العيادة النفسية - مستشفى الملك خالد الجامعي - الرياض 1988- 1993، حيث أظهرت نسبة 12.6% من المراجعين دراسة د. جمال حامد الحامد، كلية الطب جامعة الملك فيصل - الدمام عام - هذه الدراسة أجريت في عشر مدارس ابتدائية ( مدارس الأولاد ) ، باستخدام مقياس ADDES لدراسة سلوك التلاميذ، وبلغت عينة الدراسة 1287 طالباً، وقد أوضحت الدراسة ان نسبة أنتشار الأضطراب المركب 16.7% ، نقص الانتباه منفرداً 16.5% ، فرط الحركة والاندفاعية 12.6% في أي الأعمار يحدث ؟ الحالة نمائية ، أي أن الاصابة حدثت خلال الحمل وقبل الولادة، ولكن الأعراض تظهر في مرحلة الطفولة، وتكون أكثر وضوحاً وتسترعي أنتباه الآخرين عند ترك الطفل المنزل ودخوله المدرسة، وتستمر الحالة طوال العمر بدرجات متفاوتة، قد لا تكون واضحة لدى البالغين لقدرتهم على التكيف والتصرف، وتبلغ نسبة حدوث الحالة لدى البالغين 3%. هل يصيب الذكور أم الإناث؟ نسبة الاصابة فى الاولاد أربع أضعاف الاصابة لدى البنات هل الطفل مصاب بتخلف فكري؟ هؤلاء الأطفال عادة ما يكونون طبيعي الذكاء، وليس لديهم تخلف فكري هل الطفل لديه صعوبات في التعلم؟ هذه الحالة لا تعتبر من صعوبات التعلم ، فهي مشكلة سلوكية عند الطفل، ولكن حيث أن هؤلاء الأطفال عادة ما يكون لديهم زيادة في الحركة مع الاندفاعية، كما أنهم لا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من مدة محدودة، والتعلم يحتاج إلى التركيز للفهم والحفظ والتحصيل العلمي، لذى نلاحظ وجود الفشل الدراسي لديهم، وأغلب تلك الحالات يتم أكتشافها وتشخيصها نتيجة الفشل الدراسي، وفي نفس الوقت لاحظت بعض الدراسات أن هناك نسبة جيدة من هؤلاء الأطفال يعانون من صعوبات التعلم - اليسليكسيا - مثل الصعوبة في القراءة أو الكتابة وغيرها. كذلك فإن الأطفال الذين يظهرون نشاطات زائدة كثيراً ما يواجهون صعوبات تعلمية وبخاصة في القراءة ولكن العلاقة بين النشاط الزائد وصعوبات التعلم ما تزال غير واضحة. هل يسبب النشاط الزائد صعوبات التعلم أم هل تجعل الصعوبات التعليمية الأطفال يظهرون نشاطات زائدة؟ أم هل أن الصعوبات التعليمية والنشاط الزائد ينتجان عن عامل ثالث غير معروف؟ بعضهم اقترح أن التلف الدماغي يكمن وراء كل منهما ولكن البحوث العلمية لم تدعم هذا الاعتقاد دعماً قاطعاً بعد. ما هي أنواع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟ حالة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه حالة سلوكية مرضية ، لها قواعد محددة للتشخيص، ومع التطور في المجال النفسي والتربوي تم تقسيم الحالة إلى أنواع متعددة ، ولكلاً منها قواعد التشخيص الخاصة به ، وهي : فرط الحركة - النشاط : في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه موجودة بنسبة متفاوتة، ولكن يغلب عليها علامات وأعراض فرط الحركة - أنظر التشخيص لمزيد من المعلومات.

قلة الانتباه - ضعف التركيز: في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه موجودة بنسبة متفاوتة، ولكن يغلب عليها علامات وأعراض قلة الانتباه - أنظر التشخيص لمزيد من المعلومات.

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه : في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه موجودة لكلا الحالتين ، فرط الحركة وقلة الانتباه - أنظر التشخيص لمزيد من المعلومات. كيف تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟ الطفل لديه حاجة شديدة للحركة، لا يستطيع الاستقرار لفترة طويلة في سكون بل يتحرك حتى في كرسيه- وهو واقف، وأحتياجه للحركة باستمرار ليس شقاوة فيه - ولكن لأن طبيعة تكوينه لا تتحمل أن يبقى ساكناً لفترة طويلة انتباه هذا الطفل يكون مشتتاً - مضطرباً - ضعيفاً، فالطفل يستقبل كل المثيرات الحسية بنفس الحساسية ولهذا يلفت نظره كل شيء ولا يستطيع تركيز انتباهه، أو التفريق والتمييز بين المهم وغير المهم، فإذا كان جالساً في الفصل يحاول التركيز على حديث المعلم ، فإذا مر أحد المعلمين أمام باب الفصل - أو تحرك أحد الطلاب - أو ظهرت أصوات من بعيد، فإنه لا يستطيع مواصلة الانتباه والتركيز بل يحدث لديه تشتت والتحوا إلى الانتباه لما يحدث، بينما الطفل العادي يستطيع اهمال هذه الأشياء غير المهمة ومواصلة التركيز على المهم، ولهذا يكون ذهن هذا الطفل كالذي يسمع المذياع الذي يبث 10 محطات في لحظة واحدة ---- لا يستطيع السامع تمييزاً بينها. o الاندفاعية، فهؤلاء الأطفال يستقبلون ما يدور حولهم ثم يتصرفون مباشرة قبل أن يفكروا في الفعل أو رد الفعل هل يشفى هؤلاء الأطفال من تلك الحالة عندما يكبرون ويتقدمون في السن؟ في الحالات المشخصة تشخيصاً علمياً دقيقاً كان الأعتقاد السائد أنهم يشفون مع التقدم في العمر، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك في أغلب الحالات، ولكن الأطفال المصابين بفرط الحركة وقلة الانتباه تتحسن حالتهم مع التقدم في العمر، ويتعلمون كيفية التصرف والموائمة لحالتهم، فالحركة المفرطة تقل مع البلوغ، ولكن لوحظ أن نصف الحالات يمكن الـتأثير عليهم ولفت أنتباههم بسهولة، تقلب المزاج، الأنفعالية الزائدة، عدم القدرة على أكمال العمل المناط به الأطفال الذين يجدون الدعم والحب من الوالدين ، والذين يقومون بالتعاون مع المدرسة والطبيب المعالج ، يمكن لهم التحسن بدرجة كبيرة ، كما يمكنهم التكيف مع حياتهم اليومية. هل يحدث اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مع حالات أخرى؟ تختلط أعراض الحالة مع حالات سلوكية أخرى ، وقد تحدث تلك الأمراض مع الحالة نفسها، ومنها: صعوبات التعلم - الديسليكسيا Learning disabilities التوحدAutism القلق والاكتئاب Anxiety disorder - Depression الخرس أو الصمم الاختياري Elective mutism اضطراب السلوك - التصرف Conduct Disorder اضطراب المعارضة والعصيان Oppositional defiant disorder (ODD) متى يتم التشخيص؟ أضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه حالة نمائية، أي أن الطفل يصاب بها في مرحلة الحمل وقبل الولادة، ويمكن تشخيصها في أي مرحلة عمرية معتمدة على شدة الأعراض ونوعيتها، ولكن بعض تلك الأعراض تحدث بشكل متكرر لدى الأطفال الطبيعيين خلال مرحلة النمو، لذى يكون من الصعوبة القدرة على التشخيص الكامل، ولكن عند دخول الطفل للمدرسة ( خمس - ست سنوات) ، فهناك العديد من العوامل التي تساعد على ظهور الأعراض مثل البيئة المدرسية واختلافها عن المنزل، الضغوط التي يواجهها الطفل في المدرسة، كما أن الأعراض التي يتم تجاهلها في المنزل كأعراض طبيعية يمكن أبرازها في المدرسة. كيف يتم التشخيص؟ يتم التشخيص من خلال الفحص الطبي لأستبعاد الحالات المرضية الأخرى، كما يتم التقييم الطبي والنفسي من خلال معايير مقننة لكل مرحلة عمرية، كما يتم متابعة الطفل وملاحظة التغيرات التي تحدث ، والسلوكيات، وتسجيلها من خلال الوالدين والمدرسين، ومن يقوم برعايته. كيف يمكن العلاج؟ ليس هناك علاج شاف يزيل الحالة، ولكن الطرق العلاجية يمكن من خلالها التحكم في الأعراض المرضية ومنها : 1. العلاج الدوائي 2. العلاج الغذائي 3. برامج تعديل السلوك 4. البرامج التربوية 5. برامج الإرشاد الأسري ما هي الاسباب ؟ يعتبر فرط الحركة وقصور الانتباه من أكثر الإعاقات السلوكية النمائية التطورية Developmental شيوعاً، والمقصود بـالنمائي - هو أن هذا العجز ينشأ بسبب تأخر أو نقص نمو المخ في مرحلة الحمل وخلال مراحل نمو المخ التالية، وينتج عنه ضعف في السيطرة على النفس تظهر أعراضة على شكل سلوكيات متعددة كالمزاجية وضعف الانتباه وفرط الحركة. ليس هناك سبب واضح ومحدد لحدوث الحالة، فليس هناك عيوب واضحة في الجهاز العصبي، ولكن هناك أتفاق بين العلماء ان الحالة تحدث نتيجة لأسباب نمائية للجهاز العصبي لم يتم التوصل لمعرفتها وتحديدها، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن المشكلة تكمن في ضعف الموصلات العصبية Neuro-transmittors خصوصاً في الفص المخي الأمامي Frontal lobe، وهذه التغييرات الفيزيوكيمائية في المخ ليس من السهولة التعرف عليها وأكتشافها ، ومما يساعد على تأكيد هذه الفرضية: أستجابة الأطفال المصابين للعلاج الدوائي بواسطة الأدوية المنبهة Psycho stimulant

استخدام جهاز يسمى PET-scan لقياس نشاط المخ، أظهر أن هناك انخفاض في النشاط المخي في الفص الأمامي للمخ Frontal lobe مقارنة مع الاسوياء، وأمكن تعديل النشاط المخي باستخدام الادوية المنبهة Saeight H R, Nahlick J E, Campbell D C. ADHD Assessment, Diagnosis and Management. J Fam Pract 1995;40(3):270-278. ويمكن تصنيف الأسباب المؤدية لحدوث الحالة إلى : الأسباب الوراثية والجينية - الأسباب العضوية- الأسباب النفسية- الأسباب البيئية.

الأسباب الوراثية والجينية : تلعب الوراثة دوراً هاما في حدوث المرض، ولكن حتى الآن لم يتم أكتشاف المورث - الجين - المؤدي له، فقد اثبتت الدراسات حدوث الحالة لدى التوائم بنسبة عاية تصل الى 80% ، كما أظهرت أحى الدراسات أن 25% من والدي هؤلاء الأطفال لديهم أضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالمقارنة مع غيرهم ، وقد لا تكون تلك العلامات واضحة لدى الوالدين أو يكون اكتشاف الحالة لدى الطفل هي بداية تشخيص حالة الوالدين، كما لوحظ وجود الحالة لدى أفراد آخرين من العائلة، كما زيادة معدل انتشار الأمراض السلوكية والنفسية مثل الاكتئاب- اضطراب التصرف - وغيرها.

الأسباب العضوية : كان الاعتقاد السابق ان سبب حدوث الحالة هو وجود تلف في المخ لذلك سمي الأختلال الوظيفي المخي البسيط Minimal Brain Dysfunction، تلف المخ العضوي Organic Brain Damage، ولم يثبت حتى الآن أن حالات التلف الطفيف بالمخ تسبب قصور الانتباه تأخر نضج الجهاز العصبي - بعض الأطفال يتحسن مع الوقت عندما يكون جهازه العصبي أكثر نضجاً اصابة الجهاز العصبى خلال الحمل : تناول الام ادوية معينة اثناء فترة الحمل، اصابة الأم ببعض الأمراض خلال الحمل اصابة الجهاز العصبى خلال الولادة : الولادات المبكرة، نقص الاوكسجين اصابة الجهاز العصبى بعد الولادة - وخلال فترة نمو الجهاز العصبي : تعرض الطفل لبعض السموم مثل الرصاص، التهابات المخ، تعرض الطفل للأصابات المؤثرة على الدماغ

الأسباب النفسية : الاطفال المحرومين عاطفيا اضطراب الجو العائلي المشاكل نفسية

الأسباب البيئية والاجتماعية: البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان في حياته اليومية من مؤثرات، وهنا لا نستطيع التفريق بين العوامل المؤثرة كالعوامل الوراثية أو النفسية الاجتماعية، ولم تظهر الدراسات أي تأثير لأسلوب تربية الطفل في حدوث الحالة، ولكن الفوضى في البيئة المنزلية قد تساعد على أظهار أعراض الحالة.

هل الأغذية من المسببات؟ أجريت دراسات متعددة على تأثير نوعية الغذاء في حصول فرط الحركة ، كزيادة السكريات ( الشيكولاته، الايسكريم ) أو المنبهات مثل الكافيين ( المشروبات الغازية) ، ولم تظهر الدراسات أي علاقة بينها وبين اضطراب فرط الحركة . الأعراض المرضية الأطفال متشابهيين في سلوكياتهم لكل مرحلة عمرية ، ولكن مع وجود هذا التشابه فإن هناك أختلاف بينهم، فقد نجد بعض الأطفال يقومون بسلوكيات غير مقبولة من الآخرين نتيجة الدلال الزائد أو الحماية الزائدة ، وآخرين نتيجة فقد الحنان والعنف في التعامل، وقد يكون من أعراض تلك الحالات أعراض فرط الحركة أو قلة الأنتباه. حالة أضطراب فرط الحركة وقلة الأنتباه مرض محدد بذاته، له اعراضة الخاصة وشروط مقننة للتشخيص، تتشابه مع أمراض كثيرة أخرى، وعادة ما تبدأ هذه الأعراض قبل سن السابعة من العمر، ويمكن ملاحظتها بشكل واضح مع الدخول للمدرسة، وتكون الأعراض دائمة الحدوث يومياً، ومستمرة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وأن تحدث في المنزل - الشارع - الأسواق كما في المدرسة.

أعراض قلة الانتباه - ضعف التركيز صعوبة في التركيز والانتباه ضعف الذاكرة الفشل في التركيز والانتباه لتفاصيل الموضوع او النشاط صعوبة في تنظيم المهمة التي يقوم بها أو النشاط القيام بعمل أخطاء تدل على عدم الاهتمام ( واجباته المدرسية - العمل - النشاطات الأخرى التي يقوم بها) عدم الانصات عند الحديث معه عدم أتباع التعليمات والأوامر

الفشل في أتمام المهام التي تطلب منه يتحنب أو يرفض المشاركة في النشاطات التي تحتاج الى تركيز وجهد فكري يسهل عادة تشتيت انتباهه بالمؤثرات الخارجية كثير النسيان في النشاطات اليومية أحلام اليقظة غير مرتب في نشاطه ودروسه ومظهره

أعراض فرط الحركة - النشاط كثير الكلام - وتعتبر من العلامات المميزة لفرط الحركة شعور دائم بالحاجة للحركة يتململ كثيراً - يحرك يدية أو قدمية - يتحرك على الكرسي عدم الجلوس في نفس المكان لمدة طويلة ظهور علامات التضجر بسرعة يترك الكرسي في الفصل - أو أماكن او حالات مشابهة - بدون هدف أو سبب الركض واللعب والتسلق حتى في الأوقات غير المناسبة أو الأماكن الخطرة اللعب بإزعاج دوماً يضايق الأطفال الآخرين ، ويقوم بتخريب لعبهم أو نشاطهم يجد صعوبة في اللعب، او مشاركة الآخرين في الأنشطة التي يقومون بها بهدوء الفوضوية التصرف بسذاجة

أعراض الأندفاعية : الاستعجال في الحديث والرد وعدم الانتظار يجيب على السؤال قبل أكتماله يقاطع الآخرين كثيراً يجد صعوبة في انتظار دوره الشعور بالإحباط لأتفه الأسباب

الأعراض السلوكية: التهور الفوضوية سرعة الانفعال سهولة الإثارة تغير المزاج بسرعة اللامبالاة بعواقب الأمور الأنطوائية والخجل عدم القدرة على ضبط النفس عدم القدرة على التعبير عن النفس صعوبة في اللعب - مشاركة الآخرين في الأنشطة السلبية والابتعاد عن مناقشة الآخرين

أعراض العلاقات الاجتماعية : صعوبة في اللعب - مشاركة الآخرين في الأنشطة

العدوانية والاساءة للآخرين الإنطوائية والخجل عدم التعاطف مع الآخرين عدم وجود علاقات جيدة مع الأطفال الآخرين افتقاد المهارات الاجتماعية مثل التحية والسلام على الآخرين أعراض الحالة لدى المراهقين والشباب: تختلف حدة الأعراض لدى المراهقين والشباب عن الأطفال، وتلك لا تعني شفاء الطفل مع التقدم في العمر ، ولكن تختلف الأعراض لقيام المريض بالسيطرة على بعض الأعراض، لذى تظهر الأعراض كما يلي: تقل درجة فرط الحركة، وقد تكون محصورة من خلال التعبير عن الملل وعدم الارتياح صعوبة التركيز من السهل شد أنتباهه عن ما يقوم به لا ينجز ما يطلب منه من عمل الفشل الدراسي اضطراب المزاج غارق بأحلام اليقظة صعوبة تكوين صداقات صعوبة القيام بالنشاطات التي تحتاج الى تركيز وهدوء صعوبة الاحتفاظ بعمله يصرف أمواله بدون رويه هل الطفل متخلف فكرياً - ولماذا الفشل الدراسي ؟ عادة ما تكون القدرات الذهنية لهؤلاء الأطفال طبيعية أو أقرب للطبيعية- معامل الذكاء أكثر من 70، والدراسة تتطلب الانتباه والتركيز كما الانضباط وتأدية الواجبات، وتلك تعتبر عبئاً على الطفل المصاب لا يستطيع السيطرة عليها، ومن ثم عدم الاستفادة من المعلومات والمثيرات من حوله ، وهو ما يعرف بالتعليم، ومن الاسباب المؤدية لذلك ما يلي :

عدم القدرة على التركيز - فمدة الانتباه لديهم قصيرة

عدم إتمام نشاط والانتقال من نشاط إلى آخر دون إتمام الأول

زيادة درجة الإحباط، فإنه مع فشله السريع في عمل شيء ما، فإنه يتركه ولا يحاول إكماله أو التفكير في إنهائه

عدم القدرة على متابعة معلومة سماعية أو بصرية

عدم الترتيب والفوضى

عدم الالتزام بالأوامر اللفظية، مع عدم تأثير العقاب والتهديد

الاتكالية وطلب المساعدة من الاخرين

البعض يكون لديهم صعوبات في التعلم - الديسليكسيا- مثل صعوبات في القراءة، الكتابة، النطق، الحفظ. آثاره على الطفل الأعراض المصاحبة لأضطراب فرط الحركة وقلة الأنتباه قد تقل أو يمكن التحكم فيها من خلال العلاج الدوائي والنفسي السلوكي والتربوي، ولكن هذه الأعراض قد يكون لها تأثير على نمو الطفل النفسي والعضوي والاجتماعي، فتؤدي إلى أضطرابات نفسية أخرى مثل ضعف الثقة بالنفس، ضعف العلاقات الاجتماعية في المنزل وخارجه، سوء التحصيل الاكاديمي، وغيرها، مما يؤثر على مستقبل الطفل في الحياة، لذى فإن القائمين على علاج الطفل من أطباء ونفسيين ومدرسين يحاولون التعرف على هذه المشاكل ومنع حدوثها، ومن هذه المشاكل:

1. العلاقة مع الوالدين والأسرة: الأعراض المتعددة لهذه الحالة كفرط الحركة وقلة الانتباه، عدم أطاعة الأوامر، عدم الترتيب والفوضى، يجعلهم يصفونه بأنه طفل شقي عنيد لا يسمع الكلام، لهذا يتعرض لمعاملة قاسية وضرب متكرر، ولكن هؤلاء الأطفال ليس لديهم تأثير من العقاب أو التهديد، وهي أعراض لا يستطيع التحكم فيها، كما أنه يغضب ويتأثر نفسياً لأنهم لا يستطيعون تقدير ظروفه المرضية بل يزيدون من عقابة، مما يجعل هناك اضطراب في العلاقة بين الوالدين والطفل، لذى فإن معرفة الوالدين للحالة وكيفية التصرف مع المواقف قد تمنع الكثير من الانعكاسات النفسية في مستقبل الطفل.

2. العلاقة مع المدرسين: الكثير من المدرسين درسوا ضمن المنهاج الدراسي حالة اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه، ولكن قد ينسون أو يتاسون مثل هذه الحالات، فيصفونه بالطالب المشاغب الكسول، يعاملونه بقسوة، يكثرون من الشكوى منه ونقده، وتضطرب العلاقة بين الطالب والمدرس، ويزداد الفشل الدراسي، واذا علمنا أن أغلب حالات فرط الحركة وقلة الانتباه يتم التعرف عليها وتشخيصها من قبل المدرسين، ادركنا أهمية رفع الوعي لدى المدرسين وكيفية تعاملهم مع تلك الحالات، ومنع المشاكل قبل حدوثها.

3. التحصيل العلمي: القدرات الذهنية لهؤلاء الأطفال طبيعية أو أقرب للطبيعية، وتكمن المشكلة الرئيسة في عدم قدرتهم على التركيز، ومن ثم عدم الاستفادة من المعلومات والمثيرات من حولهم، وكثيراً ما يعيد دراسة المرحلة بسبب الرسوب، وبعض الأطفال يكبر وهو فاشل دراسياً، ويكون تحصيله العلمي اضعف من بقية أهله وأقرانه.

4. العلاقات مع الأطفال الآخرين: الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه لديه الكثير من الأعراض التي تؤدي إلى عدم القدرة على بناء علاقات أجتماعية وصداقة مع الأطفال الآخرين، فهو أندفاعي بطبعه، لا ينتظر دوره في اللعب، لا يكمل اللعبة التي يقوم بها، يقاطع الآخرين في الكلام واللعب، لا يعطي الآخرين الفرصة ، عنيف في تعامله معهم، كثيراً ما يقع في خصام معهم، لذلك نراهم يبتعدون عنه بالتدريج، يحاولون الابتعاد عنه وعدم اللعب معه ما أمكن، مما يجعله يشعر بالعزلة ، ويزيد من سوء تعامله معهم.

5. الثقة بالنفس: تتكون الثقة بالنفس نتيجة ردود الفعل لما يقوم به الفرد نحو الآخرين، وما يقوم به الآخرين نحوه، والطفل المصاب بفرط الحركة وقلة الانتباه علاقاته سيئة مع المجتمع من حوله سواء في المنزل أو الشارع أو المدرسة، وردود الفعل نحو ما يقوم به سيئة، ومن داخلة فهو لا يقوم بأشياء تستوجب ردود الفعل الحسنة والثناء، فهو لا ينجز عملاً، سيء التعامل مع الآخرين، لا يستمع للأوامر، من هنا تتكون لديه صورة سيئة عن نفسه، ويفقد الثقة في التعامل مع الآخرين ومن ثم يفقد الثقة في نفسه.

6. القلق والاكتئاب: نتيجة للانعكاسات السلبية لفرط الحركة وقلة الانتباه، وعدم قدرته على السيطرة على تصرفاته غير الطبيعية، والمعاناة والضغوط النفسية التي يواجهها الطفل، وعلاقاته الاجتماعية السيئة في المنزل والشارع والمدرسة، كلها تنعكس سلباً على حالته النفسية، فتؤدي إلى اضطراب المزاج، الاكتئاب والقلق، وغيرها من الأمراض النفسية

الموضوعات المميزة
موضوعات أخري
علامات البحث
لا توجد علامات بعد.
من نحن
bottom of page