top of page

الحركة الزائدة عند الطفل اضطرابات عصبية وبيولوجية


الحركة الزائدة عند الطفل اضطرابات عصبية وبيولوجية

يقع الكثير في حيرة أمام أطفالهم الذين يبدون تصرفات وسلوكًا لا يجده الآباء مماثلاً لأقرانهم، فهؤلاء الأطفال يبدون كثيري الحركة، كأنهم مربوطون (بموتور)، واندفاعيين في تصرفاتهم، لا يفكرون قبل الإقدام على أي عمل، أو الإجابة عن أي سؤال، كذلك لا يركزون على أي نشاط يقومون به ولا ينهون أي عمل. وقد يرى بعض الوالدين أنها نوع من (الشقاوة) ستزول عندما يكبر الطفل، وتترك للأيام تعالجها، أما بعضهم الآخر فيرى أنه أمام مشكلة ولكن لا يعلم ماهيتها بالضبط، وتتعايش الأسرة مع هذا الوضع وإحباطاته، لما يحتاج إليه هذا الطفل من متابعة دائمة في أغلب تصرفاته وصعوبة ضبطه، كذلك هي حال الطفل الذي لا يقل شعوره بالإحباط عن والديه، وذلك لما يتلقاه من لوم وتقريع دائم نحو كل ما يقوم به من تصرفات لا يملك هو القدرة على السيطرة عليها، كذلك على العقاب البدني الذي يتلقاه من والديه أو من إخوته وأقرانه، وكثيرًا ما يسمع الطفل عبارات مثل (أنت ولد شقي) أو(أنت ولد غبي) أو (أنت ولد لا تفهم شيئًا) وغيرها من العبارات المحبطة للطفل، والتي تجعله ضعيف التقدير لذاته فيصير عدوانيًا مع الجميع كنوع من الدفاع عن نفسه. دور الأسرة في التشخيص والعلاج : إن تشخيص الطفل على أنه حالة غير عادية يعتبر خبرة مؤلمة وجارحة لأفراد الأسرة، وهناك مراحل انفعالية يمر بها والدا الطفل في أثناء عملية التعرف على إعاقة الطفل والمتمثلة في الصدمة والإنكار والشعور بالذنب والأسى والحزن والانسحاب والخوف والحماية الزائدة وأخيرًا التقبل. فبعض الوالدين يستمر في الشعور بالذنب حول احتمال دورهم المسبب لمشكلات الطفل، وقد ينكر بعضهم أن لدى طفلهم أي مشكلة، في حين يلوم بعضهم الآخر المدرسة على المشكلات التي يعانيها الطفل، وتقع على عاتق الأسرة والوالدين المسؤولية الكبرى في مساعدة الطفل على الانضباط وتطوير مهاراته، ودعمه والسيطرة على سلوكه، كذلك دقة معلومات الوالدين عن الطفل ومعرفة التفاصيل الدقيقة عنه تساعد المعالج النفسي والتربوي على فهم تاريخ الطفل الشخصي والتربوي كما توفر معلومات حول الظروف الحالية التي تؤثر في أداء الطفل وسلوكه.

يجب أن لا يتناسى الوالدان مجهودات الطفل وإرادته الدؤوبة لأن يكون أفضل ليستطيع الحصول على رضا الوالدين ومن حوله، وإطرائهم ومديحهم لكل ما يفعله من سلوك وأعمال، فهو يتوق لهذا بدلاً من التقريع والاتهام الدائم له بأن سلوكه غير جيد، وبأنه بطيء في إنجاز أعماله وواجباته، ويجب ألا نغفل أن الطفل في محاولة مستمرة لتحسين صورته أمام والديه ومعلميه وأمام نفسه، لذا يجب أن يعمل الجميع على دعمه بشدة والثناء عليه، وأن نبتعد عن الاعتقاد بأن كل ما يطرأ من تحسن على الطفل هو نتيجة الدواء الذي يتناوله الطفل، والنظر إلى هذا الدواء على أنه دواء خارق سوف يجعل من الطفل شخصًا آخر كما نتصور.

كذلك بالنسبة للطفل الذي يتناول الدواء يجب أن يفهم وبشكل مبسط الناحية الإيجابية للدواء، وأن يستوعب عندما يسأل والديه لماذا يتناول الدواء بشكل مستمر دون بقية إخوته، ويجب أن يفهم الطفل أن ما لديه يمكن معالجته، وليس كغيره من الأمراض التي ليس لها علاج، وأن هذا الدواء ليس للمعالجة ولكنه لمساعدته على أن يتقدم أكثر إلى الأمام.

تذكير الطفل من خلال القصص بالشخصيات العالمية الفذة التي أفادت الإنسانية، وبأنهم كانوا أطفالاً يحتاجون إلى المساعدة والدعم مثله مثل نيوتن وموزارت وغيرهما. محاولة التحدث إلى الطفل بصوت هادئ دائمًا، وبشكل حازم عند تنبيهه إلى الخطأ حتى لا يقع الطفل في الحيرة، حيث لا يعلم الطفل متى يكون والداه في رضاء عن تصرفاته، أو في غضب منه في حال استعمل الوالدان مع الطفل نبرة واحدة في الصوت.

يجب أن يدرك الوالدان والمعلمون أهمية تأكيد الذات للطفل، وإعطائه الثقة بنفسه، وتدريبه على كيفية ضبط نفسه، فالطفل النشيط ليس لديه نقص في المهارة ولكن لديه نقص في ضبط النفس، لذا يحتاج إلى مساعدة كبيرة في التغلب على مشكلاته في البيت والمدرسة، فالطفل ينظر إلى نفسه بأنه سيئ نتيجة للتوبيخ الدائم.يجب أن يدرك الوالدان أهمية الدعم العاطفي للطفل، وحاجته الدائمة للاطراء والمديح عندما يسلك سلوكًا جيدًا، والتذكير الدائم بأنه طفل محبوب من أسرته وبأنهم فخورون به وبما يعمل، وبالمجهود الذي يبذله. مساندة الطفل في المنزل : إن تفهم الوالدين للطفل ولوضعه يجعلهم يبذلون مجهودًا أكثر لمساعدته.

إعطاء فكرة لإخوة الطفل الذي لديه اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة بأنه يحتاج من والديه وقتًا أكثر حتى لا تنشأ بينهم الغيرة وتتحول إلى سلوك عدواني معه بسبب ذلك.

تجنب سخرية الوالدين أو الإخوة من سلوك الطفل، أو الضحك منه حتى لا يعتبرها الطفل سلوكيات صحيحة فيكررها.

مكافأة الطفل إما ماديًا وإما معنويًا على انضباطه في توجيه معين أو عند إنهاء واجباته المنزلية، وقد تكون هذه المكافأة بإعطائه وقتًا إضافيًا لمشاهدة التلفاز، أو اللعب بالكمبيوتر أو البلاي استيشن، أو قضاء وقت في ممارسة نشاط أو الخروج إلى السوبر ماركت والتسوق أو غيرها.

تعزيز سلوك الطفل الذي يقوم به دون تلقي أمر من والديه، وذلك بإعطائه نجمة للعمل الذي ينفذه عندما يأمره أحد والديه، ونجمتين للعمل دون طلب منه، مثال: عندما ينظم مكتبه الدراسي وكتبه بطلب منه (يعطى نجمة*) وعندما يقوم بذلك بنفسه ودون طلب منه يعطى (نجمتين**) وتعلق لوحة النجوم أمام الجميع لتشجيعه ثم تترجم النجوم إلى مكافآت.

يجب أن نحدد للطفل السلوك الذي نفضل أن يقوم به، فنتجنب التعميم في المديح ونركز على الخصوصية مثل: أنا سعيد بأنك تحل واجباتك بهدوء، أنت قمت بعمل ممتاز ونظمت كتبك، أنت تستحق نجمة عندما تناولت الطعام بهدوء وهكذا. الواجب المنزلي:

مع بداية العام الدراسي يعطى الطفل فرصة المشاركة في شراء أغراضه المدرسية من أقلام ودفاتر وغيرها، أسوة ببقية إخوته وأصحابه.

تخصيص دفتر لكل مادة ويكون كل مادة لها لون مختلف عن الآخر حتى يتسنى للطفل النشط فرزه وإخراجه دون الحاجة إلى قراءته.

يجب الاهتمام بدفتر الواجبات أو (العلاقات المنزلية) والاطلاع عليه من قبل الوالدين والتوقيع على الملاحظات بشكل يومي والرد عليه.

تشجيع الطفل وتذكيره بأهمية عمل الواجبات المدرسية.


على الوالدين متابعة الواجب المنزلي للطفل بشكل مستمر والوقوف على مستواه وملاحظة مدى التحسن لديه.

يجب أن يدرك الوالدان أن مساعدة طفلهم تعطيه فرصة للتعلم أفضل، والتقدم بمستواه حتى يكون قريبًا من مستوى أقرانه.

عمل الواجب المنزلي مع الطفل يكون فرصة للوالدين أن يعلموا الطفل الانضباط والتركيز ومحاولة قياس مدة التركيز لديه ومدى تقدمها كل يوم. العلاقة بين البيت والمدرسة : يجب أن يقوم الوالدان بزيارة للمدرسة في بداية العام الدراسي وتوضيح حالة الطفل للمعلم لكي يتسنى له المشاركة في ضبط الطفل والتعديل من سلوكه داخل الصف.

وضع خطة مع المدرسة والمعالج لمساعدة الطفل في ضبطه والتغلب على صعوبات التعلم لديه.

يجب أن يكون هناك تواصل دائم بين البيت والمدرسة طوال العام للوقوف على مجريات الأمور مع الطفل، ومناقشة تقدمه مع الأساتذة ومع المشرف الاجتماعي وإطلاع المعالج على النتائج.

أهمية اختيار المعلم الفاهم لوضع الطفل بحيث يكون لديه إلمام بنوعية هؤلاء الأطفال.

عقد لقاءات دورية مع المعلم والمشرف والمعالج إذا أمكن لمناقشة التطورات التي طرأت على الطفل.

التواصل مع المدرسة، إما عن طريق الزيارات المنظمة، وإما عن طريق الهاتف مع معلم الصف،ومتابعة تحصيل الطفل عن طريق دفتر العلاقات المنزلية


تأكيد تهيئة بيئة صفية ملائمة لا تكثر فيها المشتتات، ووضع الطفل بالصف الأمامي حتى يتمكن المعلم من التركيز عليه وتوجيهه. وفي ختام الحديث عن هؤلاء الأطفال من الواجب تذكير الوالدين بأهمية تهيئة بيئة منزلية منظمة للطفل، والتحلي بضبط النفس والتدرب عليها وضبط البيئة المحيطة بالطفل، لأن هؤلاء الأطفال لا يمكن ضبطهم أو مساندتهم في بيئة غير منظمة، كذلك تجنب أساليب العقاب والإكراه للطفل ومساعدته على الرفع من معنوياته وتقديره لذاته واكتشاف مواهبه وتغذيتها من خلال اشتراكه في برامج رياضية أو تعليمية مثل الكمبيوتر وغيرها من البرامج المحببة إلى نفسه.


حصة بنت محمد العندس- اختصاصية نفسية

الموضوعات المميزة
موضوعات أخري
علامات البحث
لا توجد علامات بعد.
من نحن
bottom of page