العلاج المائي و السباحة العلاجية للتوحد
العلاج المائي و السباحة العلاجية للتوحد
إن العلاج المائي أحد طرق العلاج الطبيعي التي يتم من خلالها استخدام خواص الماء الفيزيائية وذلك لأغراض علاجية أو ترفيهية. 1- لماذا يعتبر الماء وسطاً علاجياً مثالياً؟ يمكن الاستفادة منه بأشكاله وبصوره الطبيعية الثلاث ( الصلبة والسائلة والغازية). وجود خاصية اكتساب الحرارة (الطاقة الحرارية) وسهولة تغيير درجة حرارة الماء وكذلك يمكن نقل هذه الحرارة إلى جسم الإنسان بواسطة الاتصال المباشر أو ظاهرة النقل الحراري المعروفة. يقوم جسم الإنسان بإظهار رد فعل طبيعي تجاه ظاهرة ضغط الماء الساكن على شكل توسع في الشرايين الدموية المختلفة. خاصية الطفو في الماء يتم استغلالها لتقليل تأثير ضغط الجاذبية الأرضية على تراكيب الجسم وخصوصاً الهيكل العظمي وبالتالي حدوث الحركة بشكل أسهل. يمكن استخدام الماء كوسيلة مقاومة لتقوية العضلات القادرة على الحركة أو وسيلة مساعدة يتم من خلالها مساعدة العضلات الضعيفة وذلك بالاستفادة من ظواهر الطفو ورد الفعل المعاكس. الاستفادة من علاقة التسارع والمقاومة الخاصة بالماء والتي بدورها تشكل القانون الأساسي في تدريب وتقوية العضلات. يساعد الماء الإنسان على ارتخاء العضلات وخصوصاً المتوترة منها. يمكن استخدام الأدوية باستخدام الماء وخصوصاً عند الاستفادة من عملية الدمج بين التيارات الكهربائي العلاجية والماء. وسط ملائم وممتاز لتطبيقات الطاقة الحرارية الربطة وتغيرات هذه الطاقة يمكن أن تنتقل إلى جسم الإنسان سواء كان التأثير موضعياً أو عاماً. بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل كون الماء وسط مفرح وسهولة تأمينه وتوفره طبيعياً بكثرة وغير مكلف. ومن بين الطرق التي يتم استخدام الماء فيها كوسط علاجي هو البرك العلاجية التي تستخدم للسباحة العلاجية والتمارين تحت الماء. الحالات التي يمكن أن تستفيد من السباحة العلاجية: التوحد، متلازمة داون، الشلل الدماغي، التأخر النمائي وغيرها. الأشخاص أو الأطفال الذين لديهم اضطرابات أو إعاقات حركية ويستفيدون من خدمات العلاج الطبيعي أو الوظيفي. الأطفال من عمر4 شهور وحتى عمر 21 سنة. 2- ماذا يمكن أن تقدم السباحة العلاجية للطفل المعاق حركياً: الفرح والمرح والنشاطات التطورية والتي تسمح بتقدم أداء الطفل وتطووه. تعلم الطفل مهارات مختلفة مثل أسس الأمان داخل الماء. تزيد التحمل ومقدار الثقة بالنفس والقوة وتؤدي إلى مزيد من التفاعل باللعب الجماعي الناجح والهادف. تقلل من مظاهر الألم في العضلات والمفاصل وبذلك تساعد على الحركة الطبيعية وتمنع حدوث التشوهات. تساعد في تطوير مهارات الاتصال وأتباع الأوامر البسيطة باستخدام الإشارات والإيماءات البصرية والجسدية مما يزيد من المحتوى الفكري والإدراكي للأطفال. تزود الطفل بدرجة من الشعور بالحرية والاعتماد على الذات والارتخاء وكذلك تزوده بشعور الأمان والطمأنينة. تجعل الطفل يشعر بأنه قادر على فعل شيء ما وهذا أمر مهم لدعم نفسية الطفل. بالإضافة إلى زيادة الترابط بين الطفل والاختصاصي داخل الماء مما إيجابياً على نجاح البرامج خارج الماء. تزيد من روح الجماعة لفريق العمل وللأطفال على حد سواء وتنمي، كذلك روح التعاون. 3-الأهداف المرجوة من استخدام السباحة العلاجية: 1. تطور لدى الطفل الشعور بالجسم وبوضعياته المختلفة. 2. تطوير المهارات المعرفية والادراكية وكذلك المهارات الحركية. 3. تزيد من لياقة وأجهزة الجسم المختلفة وخصوصاً القلب والأوعية الدموية. 4. زيادة الأمان لدى الطفل داخل الماء مما يدعم التشجيع على الاستقلالية في الحركة داخل الماء وخارجه. 5. مساعدة الطفل على المشاركة الاجتماعية والأنشطة متعددة الأطراف. 6. تنظيم التنفس مما يساعد على تحسين الصوت والنطق عند بعض الأطفال. 7. يكتشف الطفل أنه قادر على التأثير في محيطه من خلال حركيه ويستطيع إن يرى نتاج هذه الحركة بشكل مباشر ويشعر بهذا التأثير من خلال حركة الماء حوله وتأثيرها على الجسم عند الحركة.
حقائق 1. يعتبر الوسط المائي أقل خطورة من الأوساط العلاجية الأخرى. 2. يكون وزن الطفل أو الشخص داخل الماء أقل بكثير من وزنه خارج الماء وبالتالي سهولة التحكم وأداء الحركات العلاجية. 3. الاستفادة من عزل قوة الجاذبية الأرضية وتحريك كامل الجسم بجهد قليل. تولي مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً خاصاً بالطلاب من ذوي اضطراب التوحد، بتخصيص مركز لتأهيلهم، ووحدة خاصة باضطراب التوحد في مدينة العين، يقدمان مجموعة برامج للحالات من ذوي اضطراب التوحد، تتمثل بالتدريب على التواصل الفاعل، والخدمات المساندة، مثل العلاج بالفن والسباحة، مع التركيز على الأنشطة الرياضية المختلفة التي تتيح للطالب فرصة التفاعل مع الآخرين. وحول الخدمات التي تقدم لحالات اضطرابات التوحد، تقول مدير مركز أبوظبي للتوحد، التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، عائشة المنصوري، إن المركز يهتم بالمهارات الاجتماعية، مثل مهارات التسوق، والزراعة، وركوب الخيل، وتنظيم الرحلات التعريفية والاستكشافية للطلاب جميعاً، وبتفعيل خدمة دمج الطلاب التوحديين في المدارس، أما عن الأطفال الذين يتلقون تعليمهم وتدريبهم في المركز فإنهم يتبعون مناهج معدلة لتناسبهم.
وعن الخدمات التي تقدم من خلال مركز ووحدة التوحد، أشارت إلى أنها تشمل البرامج التعليمية المتخصصة، حيث تعد مشكلات التواصل من أعقد المشكلات التي يعانيها الطفل التوحدي، حيث يعجز عن اكتساب واستخدام اللغة كوسيلة للتواصل، فتظل نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال لا تستطيع فهم اللغة أو التعبير عنها طوال حياتهم، بينما تعاني النسبة المتبقية منهم، من القادرين على الكلام، مشكلات لغوية عديدة، مثل عدم استخدام الكلام بشكل وظيفي، وترديد الكلام والنغمات، وعدم استخدام الجملة بشكل صحيح، بالإضافة إلى إجراء التقييم الدوري للطلاب، وكذلك الخدمات المساندة والأنشطة التخصصية، والتنسيق الفني مع قسم العلاج لتلقي خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي.
وتتابع: نظراً للأهمية البالغة التي تفرضها خصائص اضطراب التوحد على الطلاب، وتبعاً لتأثيراتها الحركية الجانبية على ا لتوحديين، مثل ضعف التآزر البصري والحركي، والمشي على أطراف الأصابع أو جانب القدمين، وعدم القدرة على تقدير المسافات والعمق، كان لزاماً على المركز التنسيق التام مع قسم العلاج بشأن تلقي الطلاب لخدمات العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، حسب احتياج كل حالة إلى معالجة الإصابة والإعاقات والاضطرابات الجسمية الأخرى لدى الطلاب أو محاولة الوقاية منها، باستخدام أساليب تشمل الحرارة والإضاءة، والتدليك، والهواء والماء والكهرباء، والتمارين الحركية والرياضية أو استخدام الأجهزة والأدوات التصحيحية مثل الكراسي المتحركة والعكازات والجبائر، حيث ينصب جل الاهتمام في العلاج الطبيعي على تطوير المهارات الحركية الكبيرة للأطفال، مثل الجلوس والوقوف والمشي.
وتشمل الخدمات التي يقدمها المركز، كذلك، التنسيق الفني مع قسم العلاج بشأن تلقي خدمات علاج النطق، حيث إن أكثر من 50 % من المتوحدين لا يستطيعون التعبير اللغوي المفهوم، ويعانون تأخراً في اللغة، مما ينتج عنه إنتاج كلمات وجمل من دون معنى أو في غير مكانها الصحيح، وأيضاً مشكلات في النطق، تتمثل في إبدال وحذف بعض الأصوات الكلامية، مما يجعل كلامهم غير مفهوم، وأيضاً عدم القدرة على التعبير الجسدي، وقد يعاني بعضهم تكرار وترديد الكلام، والمعروف بالصدى الصوتي، ومن هنا كانت أهمية التنسيق مع قسم العلاج بشأن تلقي الطلاب لخدمات علاج اضطرابات التواصل واللغة. وتُقدم خدمة تعديل السلوك، والتي تعد من أهم الخدمات، وهي عملية مستمرة لا تتوقف عند حد معين، وذلك بسبب وعي المركز الكبير بارتباط اضطراب التوحد بالمشكلات السلوكية المتعددة، وكذلك التنسيق الفني مع قسم ورش التأهيل المهني لتلقي خدمات التأهيل المهني.