«طاقة المكان» .. علاج أطفال التوحد بالديكور
«طاقة المكان» .. علاج أطفال التوحد بالديكور
توفير بيئة صحية للحركة والتحفيز الإيجابي
يلعب تزيين غرف نوم الأطفال المصابين بالتوحد بتصميمات وديكورات جذابة ومتنوعة دوراً رئيساً في توفير بيئة صحية حسية للحركة والتحفيز الإيجابي، وذلك بالتوافق مع مستويات إدراك الطفل الحسية عبر الاعتماد على الإضاءة الطبيعية.
وأفاد اختصاصيون بأن علم «طاقة المكان» ليس علاجاً بالمعنى الحرفي بقدر ما يعد أفضل أسلوب لتحسين وتطوير مهارات أطفال التوحد. ويغفل كثيرون من أرباب الأسر عن أن تنظيم وترتيب شكل الغرف الخاصة بطفل التوحد يسهم في تحسن علاجه بشكل كبير، إلى جانب أنه يؤثر على تطور حالته الصحية إلى الأفضل، عبر تنمية التواصل الحسي له مع الأشياء من حوله.
ويعتقد بعض الأهالي خطأً أن العلاج يكمن في مراكز التوحد فقط، إذ خرجت أخيراً مجموعة من النظريات الجديدة تساعد على علاج التوحد عبر هندسة الديكور وتنظيم الإضاءة والألوان. وأفاد خبير الديكور المهندس سعيد الأنصاري بأن أول معيار لتنظيم غرف أطفال التوحد يكمن في التصميم البسيط الخالي من التعقيد والإسراف والبهرجة. ونصح بضرورة أن يكون سرير الطفل مناسباً لحجمه دون أن يكون كبيراً أو صغيراً، إضافة إلى عدم وجود أطراف حادة أو زوايا قاسية لحمايته في حالة السقوط.
ويصعب على الآباء أحياناً اكتشاف السبب الرئيس وراء ضعف استجابة طفل التوحد للعلاج أو النوم في غرفته، إذ قد يكون لطلاء جدران المنزل بألوان طبيعية زاهية دور كبير في تنمية استجابة الطفل للمؤثرات من حوله بحسب الأنصاري. ويُفضل أن تُصمم أرضيات الغرف من مادة «الفينيل» الناعمة كي تحافظ على سلامة الطفل في حالة سقوطه لتجنب الانزلاق.
ورأى الأنصاري أن تُحدد ألوان الغرفة بناءً على حالة طفل التوحد فإذا كان شديد الإفراط في الحركة والنشاط تُصمم غرفته بألوان هادئة وبسيطة كـ «الأخضر، والنيلي، والبنفسجي». أما إذا كان الطفل هادئاً فيفضل أن تكون ألوان غرفته محفزة بألوان «الأحمر والأصفر والبرتقالي». ولفت إلى أهمية تزويد أرجاء المنزل بالسجاد أو الموكيت لتخفيف صوت المشي الذي يثير طفل التوحد. ويُعرف التوحد بأنه اضطراب في النمو يعيق طريقة استيعاب المخ للمعلومات، إذ إن التشخيص المبكر للحالة يساعد الكثير من المصابين على استعادة حياتهم بشكل أقرب للطبيعي.
ويحاط طفل التوحد بعدد لا نهائي من المحفزات التي قد تشتت تفكيره وتصيبه بالإحباط فلا يستجيب بسهولة لما يُطلب منه، لذلك يجب توفير البيئة الصحية الملائمة لتحقيق راحته النفسية عبر هندسة تصميمات الديكور.