أطفال التوحد و العلاج الطبيعي
أطفال التوحد و العلاج الطبيعي :
يعد طفل التوحد من الأطفال المحيرين جدا في التعامل بالنسبه لأخصائي العلاج الطبيعي حيث ان أطفال التوحد حركيا منقسمين الى قسمين القسم الذي يعاني من بعض التأخر في المهارات الحركية وهذا متفق على أن العلاج الطبيعي من العوامل المهمه في تسريع اكتساب مهارته وتكمن الصعوبه في التعامل معه بإيجاد وسيله التواصل الجيده ومع التجربه يستطيع المعالج أن يجد وسيله التواصل الجيده ومعظم الحلات تتحسن سريعا لانه المشكله في اساسها تكون ادراكية وحسية.
أما القسم الثاني قسم ذو بنية سليمة وقدرات جسمانية ممتازه وربما تكون هائله , ويقترن بهذه المواصفات الجسمانيه احيانا خلل في التوزان , زياده في الوزن , مشي على أطراف الاصابع في بعض الاحيان , وحركات مفرطة غير هادفه أو مكرره احيانا وكل واحده على حدا لها مسبب مرتبط بالمرض نفسه وليس بخلل جسماني أو مشاكل في العضلات فخلل التوزان في الغالب يعود لمشكله الطفل اساسا بادراكه للمحيط الذي حوله ومشاكله الذهنيه في التعاطي مع مفردات المحيط من ارض وحائط وسلام وغيرها لذا يرى الكثير أن تحس الادارك الذهني وتأقلمه مع المحيط تدريجيا سوف يقلل المشكله بالتالي فالمشكله ليست حركيه والزياده في الوزن هي بسبب أن جزء من أطفال التوحد يعانون من خمول كصفه توحديه وهذ يؤدي بدوره الى زياده الوزن وصعوبه الحركه بينما المشي على أطراف الاصابع يعود في الغالب لفرط حساسيه الطفل بمنعنى أن بعض الملامس تكون مزعجه للطفل جدا مما يدفعه للابتعاد عنها وفي هذه الحاله يأتي دور العلاج الوظيفي اذا في محصلة الامر المشاكل التي تبدو حركيه لا تعود لأي خلل عصبي أو عضلي والكثير من أطفال التوحد لا يعانون من اي من هذه المشكله اذا فما دور العلاج الطبيعي في هذه الحاله ؟
الحقيقه العلاج الحركي عموما مساهم في علاج وتأهيل طفل التوحد ايا كانت مدى قدراته الجسميه في عده نقاط :
أولها أن كثير من الدراسات ترجح أن الاثاره العضليه تلعب دور في تصحيح الشبكه العصبيه المعطله وظيفيا ولها تأثير ايجابي على المشاكل السلوكيه عند الطفل
ثانيا وكما ذكرنا سابقا أن الطفل يعاني من مشاكل حسيه مع بيئته المحيطه لذا فان ممارسه النشاطات البدنيه عموما سوف تعرفه على الابعاد والارتفاع والمسافه والمساحه وكيفيه التعامل معها وبالتالي تدريجيا يتكون العلاقه مزدوجه بحيث ان التمارين تسهيل عليه اكتشاف هذه الابعاد والعلاقات ومعرفه العلاقات والابعاد سوف تجعل الحركه السلسة بالنسبه للطفل مما تزيد من حركته المتزنه .
الامر الثالث والعام أن التمارين الرياضيه عموما مهمه لكل الافراد ونأخذ من اهميتها هنا زياده نسبه االاكسجين بالجسم التي تلعب دورا مهما في تحسين وظائف الخلايا وزياده اللياقه وما يترتب عليها من تقليل الاكتئاب وتحسين النوم الذي سيفرز مع الوقت نشاط بدنيا وذهنيا جيدا عند طفل التوحد .
المشكله الاهم مع طفل التوحد هو طريقه العلاج نفسها وكيفية عمل الجلسات نحن امام اطفال يصعب التعاطي معه شخصا لشخص , طفل له عالم الخاص , لا يوجد في عالمه سوى هو على الارجح . لذا فهو معلمي الاول , وما يحب وما يكره هو مفتاحي العلاج والبيئه الخارجيه . ويفضل في معظم حالات التوحد أن تكون الجلسات جماعيه حتى ينفتح اكثر على عالمه الخارجي , والعلاج الجماعي يعد وسيله جيده للكشف عن سلبيات الطفل ومحاولة علاجها تدريجيا وتعد برنامج التمارين البدنية المنتظمة هو امثل طريقة للكشف عن الكثير من سلوكيات المشارك وامكانية تعديلها وتوجيهها في بيئة مادية وتربوية مرحة وايجابية بعيدا عن النقد المباشر للسلوك نفسه. فبالاضافة الى توفيرها للعديد من المواقف فانها تتطلب بالمقابل العديد من الاستجابات المتباينة مما تعمل على تحسن نمو القدرات الذهنية والمستقبلات الحسحركية.
تلعب مراكز الحس الموجودة في العضلات والاوتار والمفاصل دورها في توجيه الحركات او الانقباضات المطلوبة بالقدر المطلوب والمدى والتوقيت المطلوب. لذا يجب على الآباء والمعلمين النظر بجدية في تضمين برنامج التعليم الفردي (المقنن لحالة كل فرد) وحدات كافية للانشطة حركية. وينبغي للمربي أن لا يعتمد على فرضية أن الطالب يتلقى كمية كافية من التمارين الحركية خلال اوقات الفراغ اثناء الحركات غير المبرمجة. واللعب هو مفتاح الطفل فما يستطيع ان يعبر عنه بالكلام يخرجه بحركات جسديه تكون مفيده له فيزيائيا وذهنيا واللعب هو مفتاح الطفل فما يستطيع ان يعبر عنه بالكلام يخرجه بحركات جسديه تكون مفيده له فيزيائيا وذهنيا ختاما علينا ان ندرك ان ما يعاني منه طفل التوحد من مشاكل اتزان وحركه يعود في الغالب لمشكلات حسيه وعلينا أن نتحرك من هذا المنطلق حتى نحقق تحسنا في حاله الطفل , وأن علاجنا الفيزيائي في الغالب له هدف ذهني كما له هدف حركي.