العلاج العـقلاني الانفعالي Ration Emotion Therapy
العـــــــلاج العـقـــلاني الانفعـــالي Ration Emotion Therapy هو محاولة إدخال المنطق والعقل في الإرشاد والعلاج النفسي. أو بمعنى أخر علاج اللامعقول بالمعقول وتبني فلسفة للحياة أكثر عقلانية. تعريفه : هو علاج مباشر موجه يستخدم فنيات معرفية وانفعالية لمساعدة المريض على تصحيح معتقداته غير العقلانية التي يصاحبها خلل انفعالي وسلوكي إلى معتقدات عقلانية يصاحبها ضبط انفعالي وسلوكي. واضع هذا نوع من العلاجات النفسية هو ألبرت إليس Albert Ellis عالم النفس الإكلينيكي والذي أسماه في بادي الأمر باسم (العلاج النفسي العقلاني) وكان ذلك في عام 1958م ويتبع اليس في طريقته العلاجية الفروديون الجدد لأنه في الأصل من أنصار التحليل النفسي إلا أنه يختلف معهم, ويختلف تماماً مع التحليليين. في أن الاستبصار والوعي والشعور والحوادث المبكرة التي يتعرض لها الطفل في الخمس السنوات الأولى تلعب دور في التأثير على انفعالات الفر د إذ يرفض ويعارض فالخبرات المبكرة في رأيه أنها ليست الوحيدة التي تسبب الاضطراب الانفعالي وإنما هي اتجاهات وأفكار الفرد حول هذه الخبرات. لهذا فهو يركز على التفكير ونظام الاعتقاد كأسس في علاجه وحله للمشكلات التي تعترض الفرد. مسلماته: يقوم العلاج العقلاني الانفعالي على عدة مسلمات خاصة بطبيعة الإنسان وتفسير سلوكه ومصدر اضطرابه. 1ـ الإنسان كائن عاقل متفرد في كونه عقلاني أو غير عقلاني وهو حين يتصرف بطريقة عقلانية يصبح ذا فاعلية ويشعر بالسعادة والكفاءة. 2ـ أن الاضطراب النفسي الانفعالي والسلوك العصابي ينشأ عن التفكير غير العقلاني (غير المنطقي). 3ـ ينشأ التفكر غير العقلاني (غير المنطقي) في التعليم غير المنطقي المبكر والذي يكون الفرد مهيأ بيولوجياً والذي يكتسبه بصفة خاصة من ولديه أ و من المجتمع أو الثقافة. 4ـ الفرد يعبر عن فكره مستخدماً الرموز واللغة ولأن الفكر يصاحب الانفعال فحين يكون الفكر مضطرباً صاحبه انفعالاً مضطرباً وكأن الفرد يحدث نفسه دائماً بالفكر غير المنطقي ويترجمه في شكل سلوك مضطرب. 5 ـ الإنسان لا يضطرب بسبب الأحداث والوقائع بل نتيجة لوجهة نظره الخاصة عن هذه الأحداث فتفكيره هو الذي يلون المدركات بجعلها تبدو حسنةً أو سيئة, نافعة أو ضارة, 6ـ ينبغي مهاجمة الأفكار والانفعالات السالبة أو القاهرة للذات والتي تقوم على أساس غير عقلاني وغير منطقي ويمكن دحضها وتعديلها إلى أن تكون موجبة وذلك بإعادة تنظيم الإدراك والتفكير بدرجة يصبح معها الفرد منطقياً وعقلانياً. ويقرر البرت أليس أن كل المشاعر المضطربة ترتبط ارتباطًا وثيقاً بواحد أو أكثر الأفكار غير المنطقية. 1ـ ما يتعلق منها بالذات : إذ يقول الفرد لنفسه ينبغي علي أن أؤدي أداء ً جيداً, وأن ألقى القبول والرضا عن كل ما أقوم به و الإ فإني أكون فاشلاً. 2ـ ما يتعلق منها بالآخرين : إذ يقول الفرد على الآخرين أن عليهم أن يتصرفوا اتجاهي بلطف وعدالة. وإلا فإنهم غير منصفين بل أنهم مضطربون 3ـ ما يتعلق مها بالظروف : إذ يقول ( أو يعتقد) أن الظروف المحيطة ينبغي أن تظل حسنة وميسرة حتى أحصل على كل ما أريده دون جهد مني والإ فأن الحياة مملة. وفي صياغته الأولى لنظريته (العلاج العقلاني الانفعالي) وضع البرت اليس (3) فروض أساسية لفهم هذه الطريقة: الأولى : أن التفكير والانفعال بينهما صلة وثيقة. الثانية : أن الصلة بينهما (التفكير والانفعال) من القوة بحيث إن كلاً منهما يرافق الثاني وأنهما يتبادلان التأثير على بعضهما البعض. وفي بعض الاحيان فانهما يكونان نفس الشيئ. الثالثة : أن كلاهما (التفكير والانفعال) يميلان إلى أن يكون في صورة حديث ذاتي أو عبارات داخلية. وأن هذه العبارات التي يقولها الناس لأنفسهم تصبح هي نفسها أفكارهم وانفعالاتهم. نظرية A –B- C عرض البرت اليس ما اسماه نظرية ABC في السلوك والشخصية حيث أن (A) هو الحدث أو الواقعة أو الخبرة المنشطة (هنا والآن ) مثل: وفاة ـ طلاق ـ رسوب. و(B) هي نظام التفكير لدى الفرد أو تلك الأفكار أو الأقاويل التي يقولها الفرد لنفسه حول الحادث (A) ونظام المعتقدات لدية فقد يكون علانياً فيقول ( هذه أحداث واردة ومحتمل حدوثها في الحياة) أو تكون غير عقلانياً فيقول : ( هذه أحداث غير واردة وغير متوقعة) فإذا تضمن نظام المعتقدات غير عقلانية نحو الخبرة تلك أدى ذلك إلى نتيجة انفعالية. أما ( C) فهي النتيجة ( الاستجابة الانفعالية) أو ردود الفعل التي يستجيب بها الفرد سواء كان ساراً وعقلانياً (صبر ـ رضا ـ إصلاح) أو غير عقلانيًا (حزن ت توتر ـ قلق) فانه في الواقع يكون هذا الانفعال سواء أكان انفعالا ساراً أو غير ذلك ليس نتيجة للحدث الذي سبقه (A) وإنما هو نتيجة للفكرة الخاطئة (B) أو بعبارة أخرى فإن النتائج الانفعالية والسلوكية في حياتنا إنما يحكمها نظام التفكير لدينا. نماذج لأفكار غير عقلانية وغير منطقية" فلقد حدد البرت اليس أحد عشر (11) فكرة يرى أنها تمثل الأسباب الكامنة وراء المشكلات والاضطرابات: منها: 1ـ أنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة للشخص الراشد أن يكون محبوباً من كل شخص ومرضياً عن كل شيء يعمله. 2ـ كارثة مدمرة أن تسير الأمور في صورة غير التي يتمناها المرء. 3ـ من الأسهل والأفضل تجنب المصاعب والمسئوليات الشخصية بدلاً من مواجهتها. 4ـ يجب على الفرد أن يكون على درجة عالية من الكفاءة وأن ينجز تمامً حتى تتحقق قيمته. 5 ـ يجب على الفرد أن يعتمد على غيره وأن يكون هناك شخص أقوى منه يعتمد عليه. أهداف العلاج العقلاني الانفعالي: 1ـ مساعدة المريض في التعرف على أفكاره غير العقلانية التي تسبب ردود فعل غير مناسبة نحو توافقه الاجتماعي. 2ـ تشجيع المريض على الشك والاعتراض على أفكاره غير العقلانية. 3ـ استخدام الإقناع العقلي المنطقي في التخلص من الأفكار والمعتقدات غير العقلانية , وإعادة تنظيم نظام المعتقدات لدى المريض. 4ـ تحقيق المرونة والانفتاح الفكري وتقبل التغيير. عمليــــة العلاج العقلاني الانفعالي: هي عملية تعليم المريض التفكير العقلاني وتتضمن العملية علاج اللاعقل بالعقل, واللامنطق بالمنطق, والخرافة بالعلم. ولابد أن يكون المعالج ذو ثقاغفة واسعة ولديه طلاقة لفظية وقدرة على الاقناع والشرح والتفسير. تمر عملية العلاج العقلاني الانفعالي في (4) خطوات؛ وهــي : الخطوة الأولى: هي التعرف على أفكار المريض, وتحديد غير العقلاني (غير المنطقي) والخرافي منها. الخطوة الثانية: هي تعريف العميل أن تلك الأفكار غير منطقية وأنها هي التي أدت إلى اضطرابه الانفعالية. مع ذكر أمثله من سلوكه المضطرب. الخطوة الثالثة: هي تبصير المريض بأن اضطرابه سيستمر ما دام يفكر بطريقة غير عقلانية (أي أن تفكيره هو المسئول عن حالته وليس استمرار الأحداث) الخطوة الرابعة : هي تغيير تفكير المريض وإلغاء الأفكار غير العقلانية. الخطوة الخامسة : هي إرساء دعائم فلسفة عقلانية جديدة للحياة. أساليب أو فنيات العلاج العقلاني الانفعالي: يستخدم في الإرشاد والعلاج العقلاني الانفعالي مجموعة من الفنيات أو الأساليب (المعرفية / الانفعالية / السلوكية) لتحقيق أهدافه: 1ـ أساليب أو فنيات معرفية: والتي تشتمل على التحليل الفلسفي والمنطقي للأفكار غير المنطقية، والتعليم والتوجيه وتفنيد الاستنتاجات غير الواقعية, ووقف الأفكار, والإيحاءات, والتشتت المعرفي. 2ـ أساليب أو فنيات انفعالية: وهي التي تتعرض لمشاعر المريض وأحاسيسه وردود فعله تجاه المواقف والمثيرات المختلفة, وخبراته السابقة 3ـ أساليب أو فنيات سلوكية: العلاج العقلاني الانفعالي هو نوع من العلاج السلوكي المعرفي وهو يستخدم الأساليب أو الفنيات السلوكية وهي فنيات تساعد المريض على التخلص من السلوك غير المرغوب أو تعديله وتغييره إلى سلوك مرغوب وتعزيزه وذلك في حدود الإطار النظري للعلاج العقلاني الانفعالي ومنها: الواجبات المنزلية التي يكلف بها المرشد أو المعالج المسترشد من ذلك عملية (التنشيط الحسي) من خلال مواجهة المواقف التي يخاف منها الفرد أو يخجل منها, كما تضمن الواجبات المنزلية جوانب عقلية مثل التعرف على الأفكار غير المنطقية وتدوينها. كذلك أساليب الإشراط الإجرائي مثل العقاب, التشكيل والتعزيز, والتدريب التوكيدي في المواقف الفعالية، والمواجهة المباشرة, وتعليم المنطق والسببية, وقواعد السلوك الملائم. استخدامات العلاج العقلاني الانفعالي: 1ـ لمرضي العصاب مثل: (القلق، الاكتئاب , الرهاب, الهستيريا). 2ـ للمضطربيين سلوكياً مثل:الجناح, السيكوباتيين, والمدمنيين). 3ـ لمن يعانون من مشكلات مثل: (مشكلات زوجية, مشكلات أسرية, مشكلات الشباب). نقد العلاج العقلاني الانفعالي: مزاياه: 1ـ يعتبر أسلوب مثالي في تغيير الأفكار والمعتقدات غير العقلانية وغير المنطقية وإبدالها بأخرى عقلانية ومنطقية . 2ـ يحصن المريض ضد الأفكار غير العقلانية التي قد تعترضه في حياته مستقبلاً. عيوبه: 1ـ اهتمامه بالجانب العقلي وإهماله الجانب الانفعالي. 2ـ لا يصلح مع كل الفئات:مثل: أ ـ من يتسمون باعتقادات دينية قوية وخاطئة, والدجمـــاتيين. ب ،ـ ـ مرضى الذهان والتخلف العقلي. ج ـ الأطفال. 3ـ افتقاره للمعيار الموضوعي فأسلوبه يرتبط بنسق تفكير المرشد الذي يحاول بدوره أن يفرضه على المسترشد ويقنعه به 4ـ اعتماده على مهاجمة أفكار واتجاهات ومعتقدات المسترشد لتغييرها إلى الاتجاه المنطقي وهذا ما قد لا يروق لمعظم المسترشدين وتؤدي بهم إلى المقاومة والرفض في معظم الأحوال. 5ـ لجوء بعض المرشدين المتطرفين المبالغون إلى أسلوب الإيحاء والحث والتكرار وهي من أساليب ما يعرف بغسيل المخ Brain Washing فيظهر المرشد كما لوكان خبير متسلطاً.