تقليد الحيوانات يحفز الأطفال على الإبداع
تقليد الحيوانات يحفز الأطفال على الإبداع :
الأطفال يفضلون الحيوانات الحقيقية على ألعاب الحيوانات خبراء في الشؤون الأسرية يؤكدون أن للحيوانات تأثيرا نفسيا واجتماعيا إيجابيَّا على الأطفال، وخاصةً بالنسبة إلى من يُعانون من مرض التوحد.
يتعلّم الأطفال كثيراً من الطبيعة، ولا عجب أن أفضل الرسوم المتحركة المحببة إليهم أبطالها من الحيوانات، فما بالك إذا كان هناك حيوان أليف في المنزل. كشفت دراسة أميركية حديثة أن الأطفال يفضلون الحيوانات الحقيقية، حتى المخيفة منها كالأفاعي والعناكب، على ألعاب الحيوانات. وذكرت الدراسة بحسب مجلة هلث دي نيوز أن الأطفال، حتى الذين لم يتجاوز عمرهم السنة، يفضلون الحيوانات الحقيقية على ألعاب الحيوانات، حتى تلك التي قد تخيف الكثير من البالغين كالأفعى والعنكبوت. أجرى الباحثون ثلاثة اختبارات منفصلة على الأطفال، أفسحوا لهم من خلالها المجال لأن يختاروا بين الحيوانات الحقيقية وألعاب حيوانات لافتة للنظر. وتبين أن الأطفال أمضوا وقتاً أكبر في اكتشاف الحيوانات الحقيقية، من اللعب بألعاب الحيوانات. وقال الباحثون "إن الحيوانات أثارت فضول الأطفال، فباتوا يتقربون منها ويومئون إليها ويتكلمون عنها ويسألون الأسئلة حولها"، فاستنتج الباحثون أن الحيوانات تساعد الأطفال على التعلّم. وأضافوا "تثير الحيوانات إعجاب الأطفال وفضولهم، ما يدلّ على أهمية حصول الأطفال على الحيوانات في حياتهم. كما أن بحثنا يطور فكرة أن تكون الحيوانات أداة تعليم جيدة للأطفال، بسبب انتشار الشخصيات الحيوانية في الكثير من كتب الأطفال وبرامجهم التلفزيونية". كما وجدت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ الحيواناتِ الأليفةَ قد تُساعد الأطفال الذين لديهم اضطراب التوحُّد على التواصل مع الآخرين. وضع باحِثون من أستراليا أطفالاً تراوحت أعمارُهم بين 3 إلى 15 عاماً ضمن مجموعتين، اشتملت الأولى على من لديهم اضطراب التوحُّد، والثانيةُ على أطفال سليمين. وبقصد دراسة طريقة تفاعل الأطفال مع البالغين، احتوت كلُّ مجموعة إمَّا على حيواناتٍ أليفة أو ألعاب (دُمَى). وأبدى مجموعة الأطفالُ التي وُجدت معها الحيواناتُ الأليفة ميلاً أكثر إلى التحدُّث والنظر إلى الوجوه والقيام بتواصل جسدي، مُقارنةً بالمجموعة التي قُدِّمت لها الألعاب أو الدُّمى، كما أبدوا أيضاً ميلاً أكثر إلى الاستجابة لمُحاولات الأطفال الآخرين لمُشاركتهم في اللعب. وقاد وجودُ الحيوانات الأليفة أيضاً إلى المزيد من الابتسامة والضحك بين الأطفال، والقليل من التجهُّم والنَّحيب والبكاء بين أطفال اضطراب التوحُّد، مُقارنةً مع أولئك الذي كانت لديهم دمى فقط. وأوضح الباحِثون "إنَّ التأثيرَ الإيجابيَّ الذي أحدثته الحيواناتُ الأليفة عندَ الأطفال الذين لديهم اضطرابُ التوحُّد، قد يُساعِدُ في تشجيعهم على التفاعل مع المُعالجين والمُدرِّسين وغيرهم من البالغين، ونوَّهت إحدى الصحف المهتمَّة بالموضوع إلى أنَّ الحيواناتِ الأليفة قد تُساعِدُ أيضاً في الصفوف الدراسية". وأضافوا "بالنسبة إلى أطفال اضطراب التوحُّد، يُمكن أن يُشكِّلَ الصف المدرسيُّ بيئةً ضاغطة تُسبِّب التوتُّر بسبب التحدِّيات الاجتماعيَّة والتعرُّض لمُضايقات الأطفال من العُمر نفسه. إذا كان بمقدور حيوان أليفٍ التقليل من هذا الإجهاد أو أن يُغيِّر بشكلٍ اصطناعي من فهم الأطفال للصفِّ الدراسي ومن يوجد فيه، قد يستطيع الطفلُ الذي يُعاني من التوحُّد أن يشعر بالارتياح أكثر حينئذٍ، ويصبح أكثرَ انفتاحاً نحوَ السلوك الاجتماعي تجاه الآخرين". واستنتج مُعدُّو الدراسة "أنَّ التأثيرَ الاجتماعي الإيجابيَّ للحيوانات في التفاعل بين الناس يُمكن أن يكونَ هاماً، وخاصةً بالنسبة إلى من يُعانون من مشاكل نفسيَّة واجتماعيَّة". وينصح خبراء في تربية الأطفال الأم خاصة بالتالي: - اختاري مجموعة من الصور لحيوانات لديها طريقة مميزة في المشي، مثل الفيل (يتمايل إلى الأمام والخلف)، والقطة (تمشي على رؤوس الأصابع)، والكلب (يجري)، والثعبان (ينزلق)، والبطة (تتهادى)، والفأر (ينطلق)، والعنكبوت (يستعمل كل أطرافه). - أديري بعض الموسيقى ذات الإيقاع العسكري لتساعد في إلهام طفلك بطريقة مشي الحيوان. قفي في منتصف مساحة خالية وواسعة من الأرضية، واعرضي لطفلك صورة أول حيوان ليراه، ثم ابدئي بتقليد خطوة الحيوان وطريقته في المشي، واستعملي قدراتك الإبداعية في ذلك. - شجّعي صغيرك على اتباع خطواتك وتقليدك. بعد لحظات عدة، انتقي صورة حيوان آخر وغيّري طريقتك في المشي مقلّدة خطوات الحيوان الجديد. - قبل أن تعرضي لصغيرك طريقة الحيوان في السير، اطلبي منه أن يبتكر طريقة سير مناسبة لهذا الحيوان. إلعبا معاً لعبة "اتبع القائد" وأرشدي طفلك إلى طريقة الحيوان في الصيد مع تغيير طريقة خطوك لتعكس سير هذا الحيوان. الحيوانات الأليفة قد تساعد الأطفال المتوحدين على تحسين تواصلهم الاجتماعي: