التكامل الحسي والعلاج الوظيفي لطفل التوحد
التكامل الحسي والعلاج الوظيفي لطفل التوحد 1. ما المقصود بالتكامل الحسى؟ 2. ماهو النظام اللمسى وما هو النظام الدهليزى؟ 3. التطبيق العملى ومكوناته؟ تبين من خلال الدرسات المختلفه أن الاطفال التوحديين يعانون من عجز فى وظيفة الادراك بوصفها احد القدرات المعرفيه ، اذا اتضح من خلال الدرسات أن استجابات الاطفال للمنبهات الحسيه شاذه . وهذا يتضح من خلال شذوذ استجابات الطفل التوحدى للمثيرات الحسيه المختلفه ، فقد يبدو كانه اصم احيانا ولا يلتفت عند النداء على اسمه ، واحيانا يستجيب لاصوات معينه بشكل عنيف او لقطعه موسيقى تلقى عندة ارتياح واستجابه حتى لو كانت خافته الصوت او يستجيب للمثيرات البصريه او اللمسيه بشكل شاذ ، مما يؤثر على سلوكة فيجعله عنيفا احيانا او منسحبا اجتماعيا فى احيان اخرى ومن المعروف أن عملية التعلم والسلوك الاستجابى السليم او المناسب للمثير الحسى تعتمد على المهارات الادراكيه ، وهذه المهارات الادراكيه هى الاساس فى اكتساب المعرفه والمعلومات فقد اشارات دراسات للانيز 1999 الى ان النمو الحسى للاطفال التوحدين ينمو ببطىء اكثر من أقرانة الاسوياء .
وفى دراسه لوليفان وتاجر ان الاطفال ذوى اضطراب التوحد لديهم خلل واضحا فى مجال الرؤيه الشامله حيث انهم ينظرون الى الشىء من جانب واحد دون ادراك الابعاد الكليه للشكل (فهم يدركون الجزء اكثر من الكل ) وقد ذكرت دراسه (دن 1997) ان الاطفال التوحديين يحتاجون الى المعالجه الحسيه للتنمية حواسهم وذلك لوجود فرق كبير بين التوحدين وبين اقرانهم فى الادراك الحسى الذى يؤدى بدوره الى ضعف التكامل الحسى.
ما المقصود بالتكامل الحسى؟ التكامل الحسى هو عملية تنظيم المدخلات ( المثيرات) الداخله الى المخ من اجل استعمالها واعطاء معنى للاشياء ، ترسل حواسنا المختلفه معلومات (مثيرات حسيه) عن حالة اجسامنا فتنصب هذه المثيرات الحسيه فى المخ فتدخل الى المخ عدد لايحصى من المعلومات من الحواس المختلفه ،وحتى يتصرف الفرد بشكل طبيعى ويتعلم ويتحرك لابد للمخ من تنظيم هذه المثيرات كما يفعل رجل المرور عندما ينظم المرور فى الشارع ، فاذا مادخلت هذه المثيرات الى المخ بشكل منظم فيستطيع المخ الاستفاده منها ويسهل على الانسان " ادراك الاشياء " اما اذا ما دخلت هذه المثيرات بشكل غير منتظم ، تصبح الحياه كاشاره المرور عند ساعه الذروه وتعتبر عملية التكامل الحسى كالغذاء ، فالغذاء يقوم بتغذيه الجسم بعد هضمه وتمثيله والمثيرات الحسيه كالغذاء للمخ ايضا.
ولكن حتى يستفيد منها الجسم لابد لها ان تتكامل فتعطى معنى للاشياء وبالتالى يستطيع الانسان أن يتعلم من الخبرات الحسيه فيقوم المخ بدمج كل المثيرات الحسيه معا فيحدث الدمج ( التكامل ) الحسي فعندما تأكل برتقاله – تشم رائحتها – ترى لونها – تقشرها بيدك – تتذوقها بفمك وتشمها بأنفك – تحس ملمسها بيدك واناملك – تمضغ – تبلع كل هذه المعلومات الحسيه تدخل الى المخ (ليست واحده واحده ) ولكنها تدمج معا فتجعلك تكتسب خبره (وهى مفهوم البرتقاله) وكيف تضغط على القشره بالقوه المناسبه لتقشير البرتقاله. فالتكامل الحسى هو ترجمه للمثيرات الداخله الى المخ من اجل اعطاء معنى للاشياء وبالتالى تتكون المفاهيم .
الاستجابه للمثيرات الحسيه : بعدما يحدث هذا الدمج الحسى للمثيرات الحسيه يبداء الجسم فى الاستجابه ، فالاستجابه المعدله هى الاستجابه مقصوده الى هدف معين ناتج عن خبره حسيه معينه فعلى سبيل المثال: الطفل الرضيع يرى لعبة امامه فيمد يده ويمسكها ، فمد اليد والامساك بالعبه هو الاستجابه المعدله وعندما يكبر الطفل الرضيع ويستطيع الحبو مثلا ، نجده يستطيع ان يستجيب استجابه اكثر تعقيدا ، فمثلا يرى الطفل لعبه فى اخر الغرفه ، فيبدأ الطفل فى الحبو من اجل الحصول على هذه اللعبه ، فحبو الطفل هنا هو استجابه معدله وعن طريق الاستجابه المعدله يتعلم الطفل اشياء كثيره وجديده فنحن ننظر لهذه الاستجابات على انها مجرد لعب ولكن عن طريقها يحدث التكامل الحسى ، فالطفل الذى ينظم طريقة لعبه يستطيع تنظيم واجبه المدرسى بشكل جيد ويكبر اكثر تنظيما .
ضعف التكامل الحسى: لا نستطيع أن نقول ان هناك أشخاص لديهم تكامل حسى واخرين ليس لديهم تكامل حسي ولكن يمكننا ان نقول ان بعض الناس لديهم تكامل حسى جيد او متوسط او ضعيف فاذا كان التكامل الحسى ضعيف لدي شخص ما فأن ذلك سيؤثر على اشياء كثيره فى حياه هذا الشخص سيكون هناك صعوبات كثيره ونجاح اقل فى عمل الاشياء وهذا سيسبب صعوبات فى التعلم ومشكلات سلوكيه وتشخيص هذه الحالات صعب جدا ، فضعف التكامل الحسى ليس مثل اى مشكله طبيه يمكن تشخيصها بالتحاليل الطبيه او الاشعات ولكن بالملاحظه : ملاحظة الطفل ملاحظة استجاباته يمكننا التعرف على بعض المشكلات التى لها علاقه بالتكامل الحسى فقد تظهر بعض الاعراض مبكره على الطفل الرضيع مثل: بعض الاطفال لايتقلب فى فراشه – البعض لا يزحف او يحبو – البعض يتأخر فى الوقوف أو المشى وبعد ذلك نجدعندهم مشكله فى ربط الحذاء او ركوب الدراجه وبعضهم لايسير بطريقه عاديه او يجرى بطريقه غريبه او يتعرقل اثناء السير.
ملحوظه: ليس كل الاطفال الذين يمشون بطريقه غير متزنه لديهم مشكلات فى التكامل الحسى فقد تكون مشكلات عضليه او عصب حركى معين اما الاطفال ذوى مشكلات التكامل الحسى – الاعصاب و العضلات تعمل بصوره جيده ولكن المشكله تكمن فى تنظيم المعلومات وتوافقها بشكل جيد . ايضا الطفل الذى يعانى من ضعف التكامل الحسى نجده قبل سن المدرسه لايلعب بمهاره مع الاطفال لانه لايستطيع دمج المثيرات الحسيه القادمه من العنين والاذنين واليدين وباقى اجزاء الجسم المختلفه فقد يسمع ويرى اشياء ولكنه لايستجيب استجابات جيده لها مما يؤدي الى انه يفقد تفاصيل الاشياء او لا يفهم طريقه لعب الاطفال او لايختار اللعب الجذابه لباقى الاطفال وقد يكسر الاشياء عن غير قصد وبشكل متكرر او يمسك بالاطفال او الاشياء بشكل عنيف او ينفر من صوت اللعبه العادي الذى لاينفر منه احد.
ايضا هؤلاء الاطفال يسمعون جيدا وليس لديهم مشاكل سمعيه ولكن الكلام والاصوات تدخل اذانهم ولكن تصل للمخ مشوشه او عديمه المعنى او رد الفعل للاصوات المعنى او لغه خاصه مما يؤدى الى تأخر النمو اللغوى غالبا بعض هؤلاء الاطفال لا يستطيع تنظيم المثيرات الحسيه القادمه من الجلد فنجدهم يصابوا بضيق عندما يلمسهم اى شخص او حتى يقف اى شخص بجانبهم واكثر مشكلات النشاط الزائد يعود اسبابها الى ضعف التكامل الحسي فاحيانا الاضاءه الزائده او الضوضاء تسبب لهم ازعاجا شديدا فيقوم بالقفز لان المخ لايستطيع ان يتحكم فى المثيرات الحسيه الداخله او يضحك اذا تالم .
النظام اللمسى والنظام الدهليزى: النظام اللمسي:
هو شعورنا باللمس الذى من خلاله نتلقى المعلومات الاوليه للعالم المحيط بنا مما يجعلنا نشعر بالامان ويوثق علاقتنا مع من حولنا ومن ثم يسهم فى التطور الاجتماعى والعاطفى ويتكون النظام اللمسى من قسمين (المميز- والحامى ) 1- المميز: يتيح لنا تميز مكان حدوث اللمس وما هو الذى لمسناه. 2- الحامى: ينبهنا حين التعرض للخطر ومن ثم نستجيب اما بالخوف او الهروب وتلك الاستجابات تاتى بشكل متتدرج فحين نشعر ابتداءا بالتوتر ناجم عن الشعور بالخطر فاننا نلجاء للابتعاد واذا استمر التوتر فقد تظهر علينا علامات الخوف مثل ازدياد العرق وعدد ضربات القلب والشحوب ثم فقدان القدره على الحركه وبالنسبه للاطفال فالبكاء إذا استمر التوتر فقد نلجأ للدفاع او القتال ولكى يتمكن النظام اللمسى من العمل بكفاءه يجب ان يتلقى القسمين المميز والحامى المعلومات بشكل سليم وان يعملا بتناسق ، فالاطفال الذين لديهم خلل وظيفى فى النظام اللمسى يكونوا عرضه لصعوبات التعلم كتعلم المهارات الحركيه الدقيقه ورسم الحروف . وخلل النظام اللمسى المميز يؤدى الى خلل فى استقبال عائد المعلومات الضروريه فى نمو عمليات التغذيه – ارتداء الملابس – الكتابه وغيرها من المهارات الدقيقه و النطق كنطق الاصوات بوضوح وايضا تطور الادراك البصرى الصحيح وتفسير ذلك ان المواليد يرون اولا الاشياء ببعدين اثنين ومن خلال الاكتشاف اللمسى (باليدين و الفم و اجزاء الجسم ) يبداء فى استيعاب الابعاد الثلاثيه للاجسام مثلا يرى الكره دائره وحينما يلمسها ويمسكها وبناءا على ترجمه الجهاز العصبى للمعلومات المنقوله عن طريق اللمس بشكل صحيح يتطور المفهوم ليصبح ثلاثى الابعاد ( كرة) وغيرها عدد من المفاهيم الاوليه التى تنتقل عن طريق اللمس المميز .
وخلل النظام اللمسى الحامى يؤدى الى خلل فى ترجمة الاتصال العادى فقد يترجمه على انه خطر ويسبب رد فعل شاذ يفسر على انه سلوك سىء قد يؤدى الى الهرب او سلوك كلامى ، فالاطفال الذين يكونوا رد فعلهم الهروب ، يكون ذلك سلوك يتحاشى به المواجهه شفويا وعمليا ويظهر ذلك من خلال لغه الجسد وعدم الرغبه فى الاقتراب منهم قد يكون متوتر ويغير مكانه باستمرار . والاطفال الذين يكون رد فعلهم الخوف الشديد يظهر خجل وتردد فى التواصل فيؤثر ذلك على التطور الاجتماعى والنمو اللغوى ويؤدى ذلك الى الاضطرابات فى التركيز والانتباه ويرفض اى مهمه تسند اليه قائل لا أقدر او لا اعرف .
اما الاطفال الذين تكون ردة فعلهم القتال او الدفاع يصنفون تحت بند صانعى المشاكل وتتميز لغتهم بالسلبيه وتصرفاتهم بالعدوانيه والعند وقد تحل كل هذه المشكلات حينما نؤكد لهم بكل الطرق اننا نتفهم مشاعر القلق و الخوف التى تنتابهم واننا موجودون لمساعدتهم فى التعبير عن نفسهم بطريقه مناسبه . هناك درجتان من الاختلال اللمسى : - طفل يقال عنه حساس للمس - طفل اخر بارد بسبب ان جهازهم العصبى لايسجل عملية الملامسه بشكل فعال مما ينجم عنه البطء وعدم الشعور باللمس لمدة طويله وهناك اطفال لا يتفاعلون مع الحر او البرد لعدم ادراك الاختلاف فى درجات الحراره - هناك اطفال لايشعرون بكم الضغط وحساسيته عن اللمس ( السلام باليد – استخدام انبوبة الصمغ ) خلل الجهاز اللمسى ايضا يؤدى ببعض الاطفال الى منع قدرات الاطفال البصريه من ان توجه ايديهم للعمل مثال ان ينظر للسبوره ويكتب فى الكراسه وقد تحل هذه المشكلات بالعلاج باللمس ( خبرات متنوعه توجه بشكل دقيق لتصحيح الرسائل المغلوطه التى يتستقبلها اجهاز العصبى) مثل: الاحتضان والتلامس – اساس لتعلم المبكر والتطور الاجتماعى العاطفى استخدام الضغط الشديد للتغلب على التوتر.
النظام الدهليزى: هو سبيل احساسنا بالحركه والجاذبيه ومن خلال هذا النظام تنمو علاقتنا مع الارض بمعنى معرفه الاتجاهات يمين – يسار – اعلى – اسفل – افقى ...الخ وهذه المعطيات تبلغنا ما اذا كنا نتحرك – سرعه تحركنا – فى اى اتجاه هذه الحركه ويزودنا بالاحساس بالامان وهذا يكون علاقه سليمه بيننا وبين الاشياء الاخرى فى البيئه والتناغم العضلى و الحاله الجسديه المناسبه – التحرك بكفائه واتخاذ الاوضاع الجسميه المختلفه والمريحه طوال اليوم هذه القدرات هى القاعده لاكتساب المهارات الاكاديميه الاساسيه ( القراءة – الكتابه – الحساب)، مثلا الكتابه تتطلب القدره على تحرك اجزاء الجسم بتناسق ( ثبات ودوران العمود الفقرى بتناغم مع عضلاته ومفاصل الكتف ) مثلا القراءة تتطلب تتبع الاجسام ثابته او متحركه بواسطه العين .
وهناك مهارة اخرى خاصه بالنظام الدهليزى وهى التتناسق الثنائى كالقدره على استخدام جانبى الجسم وهذا يمكننا من ركوب الدراجه – الوثب – العزف على البيانو وايضا مهارات التتابع فيكونون غير منظمين. ان مشكله ضعف الذاكره وصعوبه تعلم المهارات الاكاديميه الرئيسيه يعود جزائيا الى مشكلات فى المدخلات السمعيه فالاطفال الذين يعانون من اضطرابات النظام الدهليزى يتحركون بكثرة لكى يسمعوا ويفهموا ( لابد ان ترتبط عندهم الحركه بالفهم ) كثرة الحركه قد تشتت انتباه الكبار: ومع ذلك فمن المهم عدم طلب من الاطفال الامتناع عن الحركه والانتباه لما يقال فى الوقت الذى يطلب منهم عقلهم الحركه لكى يتمنكوا من الفهم وايضا مشكلات المدخلات السمعيه تؤثر على : 1- استخدام الكلمات والجمل فى التواصل مع الاخرين . 2- تؤثر ايضا على القدره على استخدام الاتصال غير اللفظى او لغة الجسد بشكل سليم – فحينما نقول شيئا ونعبر بالحركه عن شىء اخر فان المستمع يصدق الحركه ( الاشاره ) اكثر من الكلام ، فالاتصال بهذه الطريقه يتطلب تناغم او توائم بين اللغه المستخدمه و النشاط العضلى ( لغة الجسد) فهذا الخلل يؤدى الى ان يساء فهم مقصد هؤلاء الاطفال ومن ثم يتضايقون ويتوترون لعدم فهمهم دائما دون ان يعرفوا سببا لذلك ويبدون احيانا ردود فعل عنيفه لذلك ، لان الناس حولهم ايضا يتضايقون من رد فعل الطفل الغير مناسب دائما ، عدم الاحساس بالامان لدى هؤلاء الاطفال قوى جدا بسبب ايضا اختلال النظام الدهليزى لانهم فى هذه الحاله يكونون غير واثقين من حركاتهم ويخافون من السقوط.
ايضا لايستطيع تنظيم حركة جسده حسب من حوله ولا مع الجاذبيه ، فالمشى على ارض رخوه او حصى يكون مخيفا جدا وعدم الاحساس بالامان هذا هو سبب استخدام بصرهم فى مراقبة كل موقف ويمنعهم هذا من الحركه بثقه ويسر ويعوقهم على القدره مع الملاحظه والتعلم (نظرا لانشغاله بتأمين نفسه) وقد يفرط فى البحث الدائم عن تجارب حركيه جديده ومكثفه وبشكل غير منطقى مما يبدو لنا فى فرط حركه ومن الصعوبه طمأنتهم لانهم اكثر اقناعا بما يميليه عليهم ادراكهم وفى كلا الحالتين يجب علينا مساعدتهم للحفاظ على سلامتهم ، كما يجب علينا ان نشعرهم بتفهمنا بما يشعرون باحتياجاتهم عن طريق مساعدتهم فى ايجاد طرق امنة للتعامل مع هذه الصعوبات وهى التدريبات العمليه على تدعيم التكامل الحسى لدى هؤلاء الاطفال