أفضل علاج للتوحد
أفضل علاج للتوحد
أدَّت الطريقة المثلى لعلاج التوحد إلى تحسين المهارات الاجتماعية والتطور وتخفيف حدة الأعراض. توصَّل بحث جديد إلى أن أفضل طريقة لعلاج التوحد تتضمَّن تدريب الآباء على كيفية العمل مع أبنائهم داخل بيئة المنزل. واكتشفت الدراسة — التي استمرَّت على مدى سبع سنوات — أنه من الضروري أن يتعلَّم الآباء من الأطباء المعالجين كيف يستخدمون الاستراتيجيات النفسية في حياتهم اليومية، وليس فقط داخل عيادة الطبيب (ويذربي وآخرون، ٢٠١٤). قالت البروفيسور إيمي ويذربي مديرة معهد التوحُّد التابع لجامعة فلوريدا الحكومية، والتي كانت على رأس هذه الدراسة: لقد استخدمنا منهجيتنا المتخصصة في تعليم العائلات كيف يتفاعلون مع أطفالهم لفترة تتراوح من ٢٠ إلى ٢٥ ساعة في الأسبوع خلال الأنشطة اليومية، التي لا تقتصر على اللعب فقط، بل تشمل الوجبات الكاملة والوجبات الخفيفة، وتقديم الرعاية والمهام العائلية، وقد علَّمْنَاهُم كيف يجعلون أطفالهم يشاركون في مثل هذه الأنشطة. لقد علَّمناهم أيضًا كيف ينفتحون على المجتمع؛ كيف يأخذون الطفل إلى الملعب أو محل البقالة أو إلى المطعم، وأن يستخدموا هذه الاستراتيجيات. لقد حاولنا أن نساعد الأبوين في أن يُحوِّلا أوقات التفاعل مع الطفل المريض إلى لحظات تعلُّم ممتعة ومفيدة، ولكننا علَّمناهما أيضًا كيف يدفعان طفلهما إلى الأمام؛ فذلك الطفل يعاني من التوحد؛ لذا نسعى إلى اكتشاف تلك اللحظة البالغة الأهمية التي يكون مخُّه فيها أكثر قدرةً على التعلُّم. فإذا كان باستطاعة أحد الأبوين أن يبدأ مع طفله مبكرًا، فمن المحتمل أن تكون قدرتنا على تغيير مسار تعلُّم الطفل لبقية حياته أكبر. تتضمن الاستراتيجيات التقليدية التي تعلَّمها الآباء تشجيعَ الأطفال الدارجين على تقليد الآخرين، بما أن هذه هي إحدى طرق التعلم الرئيسية. قسمت الدراسة، التي نُشرت في دورية بدياتريكس، ٨٢ طفلًا من الأطفال الدارجين إلى مجموعتين تقسيمًا عشوائيًّا، تعلَّم الآباء في المجموعة الأولى هذه الاستراتيجيات داخل مجموعة، أما في المجموعة الثانية، فزار الأطباء المعالجون الآباء في منازلهم ليشرحوا لهم كيفية تنفيذ هذه الاستراتيجيات. فسَّرت البروفيسور ويذربي النتائج قائلةً: تحسَّنت قدرة الأطفال في المجموعتين على استخدام الكلمات، وتقلَّصت أيضًا أعراض التوحُّد لديهم. ولكن الأطفال في المجموعة الثانية تحسَّنوا بصورة أكبر في الفَهم والتواصل الاجتماعي؛ مما يُظهر تأثير الجلسات الخاصة بالمنزل.
على الرغم من أن بعض الدراسات السابقة سجَّلت نتائج مميزة باستخدام استراتيجيات مماثلة، فقد كانت تتطلَّب قضاء الأطباء المعالجين وقتًا أطول مع الأطفال على نحوٍ غير عملي. ونجحت بعض الدراسات الأخرى في تعليم الآباء المهارات المطلوبة داخل مجموعات، ولكن بينما بدا أن الآباء تعلَّموا ما هو مطلوب، لم يعُد ذلك على الأطفال بالنفع. تعتقد البروفيسور ويذربي أن فريقها توصَّل إلى توازن جيد: لقد توصَّلنا إلى نموذج علاجي يمكن أن يعلِّم الأبوين كيف يدعمان تعلُّم الطفل أثناء الأنشطة اليومية، وقد وثَّقنا أيضًا حدوث تحسُّن لدى الأطفال في جوانب مثل مستوى التطور ومهارات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تقلُّص أعراض التوحد لديهم.