علاج ذوي الاحتياجات الخاصة على أنغام الموسيقى
علاج ذوي الاحتياجات الخاصة على أنغام الموسيقى
لم تعد الموسيقى مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت تستخدم وسيلة للعلاج والاستشفاء النفسي والبدني وخصوصاً لذوي الاحتياجات الخاصة. وأبلغ «الرؤية» اختصاصي العلاج بالموسيقى في مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة الدكتور منصور الشحات محمد أن المركز يعمل حالياً على استخدام آلية جديدة وبرنامج مطور للعلاج بالموسيقى.
ونوه بأن ذلك البرنامج سجل نتائج إيجابية على المستوى الاجتماعي واللغوي والمعرفي والحركي لذوي الاحتياجات الخاصة، وساعد على تحسين الصحة النفسية والجسدية.
ويفيد العلاج بالموسيقى الأطفال ذوي الإعاقة الذين يواجهون صعوبات سمعية، وبصرية، وحركية، وعقلية، والأطفال الذين يواجهون عقبات في تشكيل علاقات اجتماعية مع غيرهم. وتستخدم الموسيقى التطبيقية في تعديل أو تغيير سلوك معين غير مرغوب فيه، كما أنها تعتبر وسيطاً فعالاً، لأن جميع الناس تقريباً يتجاوبون معها بإيجابية.
وأشار إلى أن الموسيقى تعتبر الفن الوحيد الذي يمكن أن يشعر به الأطفال المعاقون عقلياً والأطفال المتوحدون، لأنها تتضمن في حد ذاتها عاملاً طبيعياً صرفاً أشبه بالتيار الكهربائي من شأنه أن يؤثر في الأعصاب بغض النظر عن مستوى النمو ونسبة الذكاء.
ويستخدم العلاج بالموسيقى لتحسين الأداء البدني الحركي والنفسي والإدراكي والاجتماعي للفرد. ويؤكد الشحات أن الاستماع للموسيقى في حالة استرخاء يسمح للمشاعر العميقة والتخيلات الذهنية بالخروج والتنفيس، وهو نوع من أنواع العلاج المكملة، يعطي مساحة كافية من الأمان للتعبير عن المشاعر.
ونجح العلاج بالموسيقى في تحسين مهارات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تعمل الأنغام على تهيئة الطفل المعاق لعملية التفاعل الاجتماعي عبر تشجيع الاتصال البصري بألعاب التقليد والتصفيق بالقرب من العين أو بالأنشطة التي تركز الانتباه على آلة تعزف قرب الوجه. ويفيد ذلك الأسلوب الأطفال التوحديين الذين لا يتمتعون بتواصل بصري جيد مع الآخرين.
ويؤكد الاختصاصي النفسي في وزارة الشؤون الاجتماعية روحي عبدات أن العلاج بالموسيقى له دور أساسي في تعليم أطفال التوحد القدرة على التعبير عن النفس، باستخدام الكلمات المنغمة وعلى النطق الصحيح عن طريق الغناء. ويستجيب الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد بصورة كبيرة للأنغام والموسيقى وخصوصاً الأنواع الخفيفة.
ويشجع ذلك العلاج الطفل كي يتحدث ويستخدم اللغة بمفرداتها المختلفة، ما يساعده على التواصل اللفظي، ولذلك يعد وسيلة فعالة لتنمية المهارات اللغوية لأطفال التوحد والحد من عزلتهم الاجتماعية وتشجيعهم على المشاركة في المواقف المختلفة.
ويتدرب الطفل على العزف على آلة الريكورد كإحدى آلات النفخ وتقليد التمرينات الحركية الشفوية المتنوعة لتقوية الوعي بالشفتين واللسان والفكين والأسنان، وأغلب هذه التمرينات من نوع الارتجال الحر وتعتمد على الشرح والتكرار والتدريب اليدوي.
ويشير عبدات إلى أن نظرية الاستماع إلى موسيقى هادئة كموسيقى موزارت أصبحت تستخدم في السنوات الأخيرة في مراكز التوحد، بهدف تطوير مراكز مختلفة في الدماغ وتحسين التواصل والتركيز. إذ ترسل اهتزازات الصوت من الموسيقى بيانات من خلال عظام وعضلات الطفل المصاب بالتوحد إلى الأذن الداخلية، ما يساعده على تحقيق التوازن. وتصمم الموسيقى بشكل خاص بتغيير درجة الصوت إلى ترددات منخفضة وعالية لإعطاء جسم ودماغ الطفل ترددات علاجية معينة من الموسيقى التي يحتاجها.