التدريب على المحاولات المنفصلة (DTT)
التدريب على المحاولات المنفصلة (DTT)
التدريب على المحاولات المنفصلة عبارة عن استراتيجية تدريس محددة في تحليل السلوك التطبيقي, وهو من أكثر الاستراتيجيات فاعلية في تعليم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد وذلك بسبب نجاحها حيث يقوم المدربون وأفراد الأسرة بتطبيق التعليم من خلال المحاولات المنفصلة بشكل فردي (مدرب واحد وطفل واحد) في بيئة خالية من المشتتات.
التدريب من خلال استراتيجية المحاولات المنفصلة ليست علاجا بحد ذاتها, إنما هي استراتيجية تعليمية مشتقة من تحليل السلوك التطبيقي. وفيها يقوم المدرب بعرض الهدف التعليمي على الطفل بشكل متكرر عدة مرات, وكل مره يعرض فيها الهدف التعليمي يطلق عليها "محاولة", حيث يشتمل التدريب على تجزئة المهارة المعقدة إلى مهارات جزئية بسيطة تجعل الطفل يتعلمها بشكل أسرع وأسهل . تقوم المحاولات المنفصلة على ثلاثة عناصر أساسية لتحليل السلوك التطبيقي وهي المثير (Antecedent), والسلوك- الاستجابة (Behavior), والنتيجة- التوابع (Consequences).
تتكون استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة من خمس خطوات, وهي: 1- المثير القبلي (التمييزي): هو أي شيء في البيئة يؤدي إلى حدوث الاستجابة، فإذا استجاب الطفل للمثير القبلي بشكل صحيح يتبعه معزز كنتيجة لحدوث الاستجابة يصبح المثير مثيرا تمييزيا (SD).
2- التلقين: هو مثير يهدف إلى مساعدة الطفل على الاستجابة بشكل صحيح بعد تقديم المثير القبلي (التمييزي), ويساعد الطفل على تأدية المهارة المطلوبة بسرعة مما يجنبه الملل ويجنبه الانخراط في سلوكيات غير مرغوب بها, والتعزيز الإيجابي يزيد من احتمالية حدوث السلوك مرة ثانية. والتلقين أنواع متعددة منها الجسدي والإيمائي واللفظي, ويتم تحديد نوع التلقين المستخدم حسب قدرات الطفل وحاجاته وصعوبة المهارة التي يتم العمل عليها.
3-الاستجابة: هو كل ما يفعله الطفل أو يقوله, وقد تكون استجابة صحيحة أو غير صحيحة.
4- النتيجة (التوابع): هي المكافأة التي يحصل عليها الطفل عندما تكون استجابته صحيحة, والتي تكون عبارة عن معزز غذائي أو معزز مادي أو معنوي, وإذا كانت استجابته غير صحيحة يتم النظر بعيدا عن الطفل وعدم إعطائه المعزز وهذا ما يسمى باستراتيجية تصحيح الخطأ, وتعاد المحاولة لإعطاء الطفل فرصة أخرى, وإذا استمر الطفل بالإستجابة غير الصحيحة عندها نضطر إلى زيادة مستوى التلقين, ونعيد تقييم فعالية المعززات المستخدمة بداية كل جلسة.
5- الفاصل الزمني القصير: هو الفترة الزمنية بعد حدوث النتيجة (التوابع) وقبل البدء بمحاولة منفصلة أخرى, والهدف من هذه الفترة الفاصلة (3-5 ثواني) حتى يفهم الطالب بأن المحاولة الأولى قد انتهت, كما أنها تسمح باستهلاك المعزز من قبل الطالب, وتعطي فرصة للمدرب لتوثيق بيانات المحاولة السابقة على ورق جمع البيانات.
إجراءات تطبيق استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة: 1- يجلس الطفل أمام المدرب في بيئة خالية من المشتتات, ويبدأ المحاولة بمداعبة الطفل لمدة دقيقة أو دقيقتين. 2- يعطي المدرب الطفل الأمر (Instruction) مره واحده. 3- ينتظر المدرب استجابة الطفل, ولا توجد فترة انتظار محدده بل تعتمد على الطفل, والأفضل عدم إطالة الفترة حتى لا يفقد الطالب انتباهه. 4- بعد أن يستجيب الطفل بشكل صحيح يقوم المدرب بإعطاء الطفل معزز غذائي ومعنوي, وإذا كانت استجابته خاطئة لا يقوم المدرب بتعزيزه بل ينظر بعيدا ومن ثم يلقن الطفل الإستجابة الصحيحة. 5- ينتظر المعلم مدة 3-5 ثواني, يتم فيها تسجيل استجابات الطفل على ورقة جمع البيانات. 6- يقوم المدرب بتكرار نفس المحاولة إلى أن يتم إتقان المهارة.
قسم العلاج السلوكي أ.عـروب طوالبة الأكـاديميـة الأردنـيـة لـلتوحد