top of page

ذوو الصعوبات التعلمية


ذوو الصعوبات التعلمية (إجابات لأسئلة تراودنا بين حين وآخر) الكثير من المعلمين يطلقون اصطلاح "ذوي الصعوبات التعلمية" على أي طالب لا تروق لهم نتائجه الدراسية، ويكون مشاكساً، كثير الحركة، أو حتى انطوائياً وكثير التردد. وحتى لا نقع في هذا الفخ، ونحكم على طلابنا دون وعي، إليكم بعض الإجابات لأسئلة تراودنا حين نتحدث عن الصعوبات التعلمية، فوعينا للموضوع سيساعدنا على أن نعطي طلابنا حقهم في التعليم، لأنه من المهم أن ننتبه للطالب المعرض لأن يكون من فئة الصعوبات التعلمية حتى يتلقى الدعم الملائم، وكذلك علينا أن ننتبه لمن لا ينتمي إلى هذه الفئة، لأنه سيحتاج إلى دعم مختلف. ماذا نعني بصعوبات التعلم؟ صعوبات التعلم هي صعوبة أو اضطراب في اكتساب مهارات التعلم الأساسية، لأسباب عصبية، وليس لها علاقة بمشاكل التعلم النابعة من الإعاقة العقلية، أو التخلف البيئي، أو الاضطرابات الانفعالية الشديدة. وعرّفت الصعوبات التعليمية بأنها "اصطلاح عام لمجموعة غير متجانسة من الاضطرابات الملحوظة في واحدة أو أكثر من العمليات العقلية الأساسية؛ مثل فهم اللغة واستخدامها شفهياً أو كتابياً، وعجز في الاستماع أو الكلام أو القراءة والكتابة والحساب والتفكير، هذه الاضطرابات تتضمن الحالات التي يطلق عليها إعاقات الإدراك والعسر القرائي... ويكون أساس هذه الاضطرابات ذاتياً فردياً، ويعود إلى سوء أداء جهاز الأعصاب المركزي" (national joint committee, 1993). ما مدى انتشارها؟ يقدر الباحثون أن %10 من المجتمع يواجه أحد أنواع صعوبات التعلم. هؤلاء الأفراد قد يتأقلمون في مجال التعليم العادي مع دعم ومساعدة ملائمين. متى تظهر صعوبات التعلم عند الفرد؟ من المتوقع ظهور صعوبات التعلم منذ السنوات الأولى للتعلم، وحتى في الطفولة المبكرة، لكن نصف الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم لا تكتشف مشاكلهم إلا بعد وصولهم إلى المراحل العليا من التعلم، عندما تتعقد المهمات الدراسية والحاجة للاعتماد على خبرات سابقة. بالتالي، يمكن ظهور صعوبات التعلم بمراحل مختلفة من العمر، بحسب شدة الحالة وقدرات الفرد الذاتية للتعامل معها. ما هي الأسباب التي تؤدي لصعوبات التعلم؟ الأساس المفترض لصعوبات التعلم هو أساس عصبي، تسببه الوراثة أو الإصابة في مراحل قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها. ما يهم هو أن ننتبه إلى أن الصعوبات التعلمية لا تتسبب من جراء ظروف بيئية مثل الفقر، والظروف الاقتصادية الصعبة، أو ظروف تعليمية غير ملائمة، على الرغم من أن هذه المعايير قد تزيد الصعوبات التعلمية سوءاً. من هم ذوو الصعوبات التعلمية؟ الطلاب الذين يعانون من الصعوبات التعلمية يتمتعون بقدرات عقلية في حدود المعدل العام، وهم يواجهون صعوبة في واحدة أو أكثر من المهارات التعلمية الأساسية مثل القراءة، والكتابة والحساب، التي تؤدي بدورها إلى الفشل في المواد التعليمية والأكاديمية. وسبب الصعوبات في المهارات التعلمية الأساسية يعود إلى اضطراب في القدرات الذهنية الأساسية التالية: الإدراك البصري: تمييز التفاصيل، الرموز المرسومة، الاتجاهات، الصورة والخلفية، الجزء من الكل..

الوعي الصوتي: التمييز بين الأصوات المتشابهة، تمييز الرموز الصوتية المركبة للكلمات، تحليل وتركيب الكلمة من الرموز الصوتية وتكملة الكلمات من أجزائها الصوتية.. الذاكرة السمعية والبصرية: الذاكرة قريبة وبعيدة المدى، الاسترجاع من الذاكرة، الذاكرة العاملة.. اللغة: تهجئة الكلمات والتعرف عليها، الثروة اللغوية، القواعد، ومبنى الجمل.. الإصغاء والتركيز: حركة زائدة، اندفاعية وتهور، تشتت وقلة تركيز.. الحس: حساسية زائدة أو خمول حسي. الأداء الحركي والحسي- حركي: العضلات الدقيقة والغليظة والتآزر الحسي-حركي.... اضطرابات في التواجد في الفراغ. بمَ يختلفون الطلاب عن بعضهم البعض؟ الطلاب ذوو الصعوبات التعلمية ليسوا مجموعة متجانسة، فمنهم من يستصعب إكمال الدراسة الابتدائية وتؤثر الصعوبة على حياته إلى الأبد، ومنهم من ينهي دراسته الجامعية المتقدمة ولا تؤثر الصعوبة على حياته أبداً. إن الاختلاف الذي يظهر بين الطلاب يكون بنوع الصعوبة، شدتها، وتأثيرها على الأداء الدراسي والاجتماعي والعاطفي لدى الطالب، بالإضافة إلى المركبات الشخصية والبيئة والثقافية التي يعيش فيها، كل هذه العوامل ستقرر مجتمعة مدى التأثير على حياة الطالب. الصعوبات التعلمية ليست ثابتة وقد تؤثر بأشكال مختلفة على الفرد خلال سنوات تطوره وتعلمه، فقد تظهر صعوبات القراءة عند أحد الطلاب عندما يصل إلى فهم المقروء، بينما، قد لا نميز وجود صعوبات في القراءة عند طالب آخر إلا عندما يضطر إلى قراءة مواد مركبة ومعقدة. ما هي الصعوبات البارزة عند الطلاب ذوي الصعوبات التعلمية؟ قد تظهر الصعوبات التعلمية في جانبين أساسيين من عملية التعلم، وهما: ¢ اكتساب مهارات التعلم الأساسية مثل القراءة، والكتابة، والحساب. ¢ استخدام مهارات التعلم الأساسية، وتوظيفها حسب متطلبات الجيل والمهارة التعليمية، مثل قراءة النصوص الطويلة والمركبة التي تضطر الطالب إلى مواجهة مشاكله في القراءة مثل، قراءته البطيئة، وصعوبة تحليل الكلمات المركبة والطويلة، وبالتالي الصعوبات في فهم المقروء. أما الصعوبات البارزة التي تنجم عن عدم اكتساب المهارات أو صعوبة توظيفها هي: 1. صعوبات القراءة- العسر القرائي (Dyslixia) تبرز الصعوبة في اكتساب مهارات القراءة بما يتلاءم مع الجيل المناسب، وتمتد الصعوبة من عجز في القدرة على تمييز الرموز المطبوعة إلى البطء في القراءة وفهم المقروء. تحدث غالبية الصعوبات القرائية من جراء صعوبة في المجال اللغوي؛ مثل عدم اكتساب مهارات الوعي الصوتي (الوعي إلى الأجزاء الصوتية في الكلمات)، صعوبة في فهم الكلمات واستخدام القواعد اللغوية. صعوبات أخرى في القراءة قد تحدث من جراء صعوبة في التمييز البصري؛ مثل التمييز بين الأشكال المتشابهة والاتجاهات....

2. صعوبات الكتابة- العسر الكتابي (Dysgraphia) تظهر صعوبات الكتابة بمستويات عدة منها الضغط الكبير أو القليل على القلم أثناء الكتابة، البطء أثناء الكتابة، الأخطاء الإملائية الكثيرة والمتكررة، الصياغة المناسبة للجمل، الامتناع عن الكتابة أو حتى الاكتفاء في الإجابات القصيرة والمختصرة، وفرق كبير بفحوى المادة المكتوبة بالمقارنة مع فحوى اللغة الشفهية، وذلك بسبب بذل جهود كبيرة في الجانب التقني للكتابة، وبالتالي إهمال المضمون. غالباً ما تكون خلفية هذه الصعوبات مشاكل في العضلات الدقيقة (صعوبة إمساك القلم)، صعوبات لغوية (صعوبة التمييز بين الأصوات وربط الصوت بالرمز المكتوب)، صعوبات في الإدراك البصري (التمييز بين الحروف المتشابهة)، صعوبة في التنسيق الحسحركي بين العين واليد.

3. صعوبات الحساب (Dyscalculia) تكون الصعوبة في اكتساب المهارات الحسابية المطلوبة للجيل، وتظهر هذه الصعوبات في جيل مبكر. تكمن الصعوبة في التعامل مع المفاهيم الأساسية في الحساب، وبتنفيذ المهمات الحسابية. عند بعض الطلاب تظهر الصعوبة في تمييز الكميات وفهم التسلسل، وهناك من يجد صعوبة في المسائل الكلامية (بسبب الصعوبات اللغوية). هناك صعوبات أخرى تتجلى في عملية تمرير المراحل التي تضر التعلم بشكل عام، ومن هذه المشاكل قلة التركيز، ومشاكل الذاكرة، والصعوبات اللغوية، وغيرها.... الصعوبات مقابل المشاكل ليست كل فجوة في التعليم نابعة عن صعوبات تعلمية. في الكثير من الأحيان تكمن المشكلة في فشل الطرق التدريسية ذاتها، أو في عدم تواصل جيد بين المعلم والمتعلم، أو حتى عدم تمكن المعلم من المادة التي يعرضها على طلابه، وفي أحيان أخرى يمكن أن يكون الفشل بسبب ضغط نفسي كبير يتعرض له الطالب لأسباب عائلية أو اجتماعية (طلاق، وفاة، عنف...). بشكل عام، حتى نعتبر الطالب من المجموعة المعرضة لتكون من فئة صعوبات التعلم، علينا أن ننفي على الأقل النقاط الخمس التالية، وهي: لا يعاني من تأخر ذهني، لا يعاني من إعاقات حسية، لا يعاني من إعاقات جسدية، لم يتعرض لحرمان بيئي، لم يتعرض لأساليب تعليم فاشلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الطالب لا يحرز تقدماً في التعليم. ما هي المؤشرات التي يجب الانتباه لوجودها عند الطالب وتستدعي الاهتمام الخاص؟


اللغة والتفكير: مشاكل في اللفظ، ثروة لغوية غير مناسبة، عدم الرغبة في السماع للقصص، صعوبة في تذكر الأسماء والألوان والأعداد...، استخدام مفرط لكلمات مثل هو وهذا وهناك...، مشاكل في تكوين الجمل واستخدامها المناسب.

الحساب: صعوبة في فهم الكمية وحفظها، صعوبة في بناء التسلسل التصاعدي أو التنازلي من خلال العد، صعوبة في الترتيب حسب الحجم، وصعوبة في كتابة وقراءة الأرقام.

الإصغاء والتركيز: حركة زائدة، تشتت بارز بالمقارنة مع الأقران، عدم إتمام المهمات، مزاج متقلب وعدم تقبل الخسارة.

المجال البصري حركي: صعوبة في إتمام المهمات التي تحتاج إلى تمييز الأجزاء، صعوبة في تمييز الصورة والخلفية، صعوبات في العضلات الدقيقة، والامتناع عن فعاليات الرسم والتلوين والقص....

المجال السلوكي- اجتماعي: صعوبة في المبادرة لعلاقات اجتماعية، صعوبة في فهم المواقف الاجتماعية وتقبل القوانين، وصعوبات في التأقلم بالعمل في المجموعة وأخذ الدور. (ب) المرحلة الأساسية: ¢ القراءة والكتابة: الامتناع عن القراءة، صعوبة في الربط بين شكل الحرف والحركات وأصواتها، صعوبة في تكوين الكلمات من أجزاء الكلمات، أخطاء في القراءة، قراءة بطيئة، أخطاء إملائية ملفتة للانتباه. ¢ الحساب: أخطاء في الحساب (الجمع والطرح والقسمة والضرب)، صعوبة في الربط بين المشاكل الحسابية وعمليات الحسابية ذاتها.... ¢ المجال البصري- حركي: خط غير مقروء، مسكة قلم غير مريحة (ارتخاء أو ضغط كبير)، صعوبات في ترتيب الخط والصفحة، بطء في الحركة وفي المهمات التي تعتمد على العضلات الدقيقة. (ج) المرحلة الإعدادية: ¢ القراءة والكتابة: أخطاء قرائية، بطء في القراءة والكتابة، الامتناع عن القراءة الجهرية، صعوبات في التعبير الكتابي، صعوبات في تعلم القراءة والكتابة في اللغات الجديدة، أخطاء إملائية كبيرة. ¢ المجال البصري-حركي: خط غير مقروء، صعوبات في مسكة القلم، الامتناع عن الكتابة، صعوبة في التنظيم.... (د) المرحلة الثانوية: ¢ القراءة والكتابة: فجوة كبيرة بين التعبير اللفظي مقابل التعبير الكتابي، صعوبة في التعلم المستقل دون مساعدة، تدهور ملحوظ في النتائج الأكاديمية بالمقارنة مع السنوات السابقة. ¢ اللغة والتفكير: تفسير خاطئ للمعلومات، صعوبة في جمع معلومات مشتركة من قراءات متعددة، صعوبة في التوصل إلى الأفكار المجردة والتعبير عنها، صعوبة في توظيف إستراتيجيات تعلم مفيدة، صعوبة في تذكر المعلومات أثناء الامتحانات على الرغم من دراستها. ¢ الذاكرة، الإصغاء والتركيز: صعوبات في تجميع المعلومات وكتابتها أثناء الحصص، تعب مزمن، صعوبة في إنهاء المهمات، الاهتمام الزائد أو عدم الاهتمام للتفاصيل. ¢ المجال البصري-حركي: بطء في تنفيذ المهمات، التلعثم الحركي، عدم الخوض في الألعاب الرياضية. وفي النهاية لا يسعني إلا أن أتمنى لجميع طلابنا الحظ الوفير ليكونوا بين أيدي أفضل المربين حتى يعتنوا بهم وينموا قدراتهم، متجاوزين جميع المشاكل والصعوبات التي قد يواجهونها.

ناي شومر - باحثة في مركز القطان المراجع

" Lavioe, Rick (2003). What are the "Early warning signs" of Learning Disabilities, from: L.D. Online. " Lavioe, Richard (1997). "How difficult can this be?", PBC Video.WETA,Washington. " Winebrenner, susan (1996).Teaching Kids with Learning Difficulties in the regular classroom, Strategies and techniques every teacher can use to challenge & motivate struggling students.Free Spirit publishing, USA. " National Joint Committee on Learning Disabilities(1990). Providing appropriate education for students with learning disabilities in the regular education classrooms. ASHA 2002 desk reference. Vol. 3.

الموضوعات المميزة
موضوعات أخري
علامات البحث
لا توجد علامات بعد.
من نحن
bottom of page