العسر القرائى "صعوبة القراءة"
العسر القرائى (صعوبة القراءة) Dyslexia
يعرف العسر القرائى النمائى بأنه " اضطراب يحدث لدي الأطفال علي الرغم من تلقيهم خبرات تعليمية عادية, و يفشلون فى اكتساب مهارات اللغة خاصة القراءة والكتابة والتهجي, مما يتعارض مع قدراتهم العقلية" ( تعريف الاتحاد العالمى لعلم الأعصاب World Federation of Neurology- 1968). ويقدر معدل انتشار العسر القرائى فى المدارس البريطانية على سبيل المثال بــ 5% . والأولاد الذكور أكثر أصابة من الإناث . والعسر القرائى ينشأ من خلل فى إحدى المهارات المعرفية المنوطة بعملية القراءة . وهذا الخلل يرجع إلى اضطراب الذاكرة العاملة (Jorm, 1983 ) . ويرجع كل من Thomson &Buchanan (1975) إلى أن خلل الذاكرة العاملة يؤثر فى سرعة التلفظ وهو خلل حركى مهارى.( In :Nicolson & Baddeley 2003 :2-5 ) كيف يتم تحديد العسر القرائى؟ هناك العديد من المقاييس و المهام التي يستدل منها علي معاناة الأطفال من العسر القرائي . فعلي سبيل المثال حدد كل من بادلى و جزركول Gathercole & Baddeley (1990) العمليات التى التي تعتبر مؤشرات تدل علي وجود العسر القرائي لدي الأطفال وهى ما يلي : 1) التمييز الصوتى Phonological Discrimination . 2) معدل التلفظ Articulation Rate . 3) ضبط وترتيب الكلام Vocal Sequencing . 4) كمون الاستجابة الكلامية Voice Latency . 5) زمن البدء فى الاستجابة الكلامية. و أضافة لهذه المؤشرات اختبار آخر هو : تكرار الكلمة المزيفة (كلمات بدون معني ) ( Gathercole & Baddeley 1990 :341-342) كما قام موتنر Moutner (1984) بتحديد بعض خصائص الطفل ذو العسر القرائي : بأنه يتصف بذكاء متوسط أو فوق المتوسط . كما يتصف بخصائص قرائية محددة مثل: يقوم بعكس أو إبدال الحروف أثناء القراءة , و قراءته الصامتة بطيئة , ويظهر ترددا في القراءة الجهرية , و استرجاعه للكلمة ضعيف , و فك الشفرة الخاصة بالكلمة بطيء , وقدرته علي فهم النصوص اللغوية منخفضة , كما يظهرون ضعفا واضحا في التهجي . و يتفق في ذلك عدد من الباحثين مثل ميلز Miles (1988) ,ليف و ليتازيو Live & Leitizio (1986) , وهاريس و سيباي Harris & Sipay (1984) .( في نصرة محمد جلجل 39:1994-39) تصنيفات ذوي العسر القرائي ويحدد ما كجنيز و سميث McGinnis & Smith (1982) تصنيفات ذوي العسر القرائي علي النحو التالي: 1- عدم القدرة علي القراءة reading disability يظهر لدي بعض الأفراد انخفاض حاد في تعلم القراءة رغم توفر فرص تعليمية مناسبة. 2- القراءة دون المستوي underachievement in reading رغم أن هذا الطفل لا يعاني من انخفاض في تحصيله بشكل عام و لكن قدرته علي القراءة دون مستواه ألتحصيلي العام . 3- وجود عيب نوعي في القراءة specific reading disability الطفل في هذه الحالة لديه مستوي مناسب لعمره في القراءة العامة , و لكنه لديه عيب نوعي في قراءة كلمات معينة و يصبح ذو عسر قرائي عندما يمتد تأثير هذا العيب إلي قراءته العامة. 4- العسر القرائي المرتبط بانخفاض القدرة علي تعلم القراءة reading retardation relation to limited reading ability حيث لا يستطيع الطفل أن يقرأ بمستوي يزيد عن قدرته المنخفضة . ( في نصرة محمد جلجل 1994: 40-42) تعريف العسر القرائي Dyslexia: مفهوم العسر القرائي ليس من المفاهيم التي يدور حولها جدل أو عدم وضوح . فالمطلع علي الدراسات و الأبحاث السابقة يجد إجماع علي تحديده في عدم القدرة أو العجز عن القراءة لوجود خلل أو عيب وظيفي ( حامد زهران 1987:151). و التعريف الذي يتبناها البحث الحالي هو أن العسر القرائي اضطراب نمائي يظهر لدي الأطفال الذين يتصفون بالفشل في اكتساب مهارات اللغة ( القراءة , و الكتاب و التهجي ) رغم أن لديهم خبرات دراسية عادية , ويتصفون بذكاء عادي (يتراوح بين 95-110) لا يتناسب هذا الاضطراب مع مستوي قدراتهم الذهنية و الفكرية (تعريف الاتحاد العالمي لعلم الأعصاب 1968) In : Nicolson et.al 2003 :4) ). وهذا التعريف يتفق مع التعريف الذي قدمه شاربيو و آخرين Sharpio et.al (1990) و الذي أشار فيه إلي عدم قدرة الطفل القراءة و التهجي و الكتابة بكفاءة , تتناقض مع الأداء المتوقع منه نمائيا . ويتفق أيضا مع ما ذهب إليه وولف و آخرين Wolff , et.al من أن العسر القرائي اضطراب نمائي غير متجانس حبث يشير إلي عدم قدرة علي القراءة لا تتناسب مع العمر والذكاء وفرص التعليم المتاحة .(Sharpio , et al..1990:99) وينتج اضطراب العسر القرائي عن خلل ناتج عن اضطراب في التجهيز الصوتي العملياتي Phonological Processes Disorder (PPD) . في دراسة Jorm (1983) ربط بين هذا الخلل و اضطراب الذاكرة العاملة ؛ باعتبار أن اضطراب التجهيز الصوتي العملياتي هو في حقيقته اضطراب المكون الصوتي من الذاكرة العاملة . وفي دراسة بادلي و آخرون Baddeley , et.al (1975) أشارت نتائجها إلي انخفاض معدل التلفظ ( عدد الكلمات المنطوقة ) و بطئ في القراءة. و يرجع ذلك إلي وجود خلل في عمليات الذاكرة العاملة مرتبط بالمهارات الحركية الصوتية . وفي دراسة ميلس Miles (1983) أشارت إلي الانخفاض الواضح في المدي الرقمي digital span كعرض مصاحب للعسر القرائي . كما أظهرت دراسة بادلي و جزركول Baddeley & Gathercol (1990) أن هناك علاقة قوية بين اضطراب المهارات الصوتية phonological skills لدي الأطفال الذين يعانون من العسر القرائي و اضطراب الأداء علي مهام الذاكرة العاملة . ( In :Nicolson, et.al 2003 : 4-5) التعريف الإجرائي للعسر القرائي: يتم تحديد الأفراد ذوى العسر القرائي بأنهم الأطفال الذين يظهرون تصنيفا منخفضا مقارنة بالأطفال العاديين؛ وفقا للمحكات التالية: 1- تقييم معلمى اللغة العربية في الفصول الدراسية التي يتعلم فيها هؤلاء الأطفال.( استمارة تقييم القدرة علي القراءة - استمارة معلم الفصل الدراسي , من إعداد الباحثين). 2- درجاتهم في اللغة العربية في العام الدراسي السابق . 3- المقابلة التشخيصية لمعرفة مستوى القراءة الجهرية و الفهم القرائي ( من إعداد الباحثين). 4- الأداء علي مهام قياس العسر القرائي( مهام السعة العينية eye span tasks للتعرف علي الكلمات عديمة المعني, مستوي سعة الفهم للكلمات المترابطة eye span comprehensions tasks , مهام البحث البصري للعسر القرائي visual search & dyslexia tasks , و مهام الفهم القرائي reading comprehension tasks . و جميع هذه المهام باستخدام الحاسب الآلى, ( من إعداد الباحثين ).
و بالتالي يكون الأطفال ذوى العسر القرائي هم الذين يحصلون علي تقييم منخفض في القدرة علي القراءة من معلم الفصل , و يحصلون علي درجات منخفضة في اختبار اللغة العربية للعام السابق , و يحصلون علي تقدير ضعيف في المقابلة التشخيصية لمستوي القراءة الجهرية و الفهم القرائي , كما إنهم يتصفون بعدم الدقة و البطئ الشديد في الأداء علي المهام المحوسبة للعسر القرائي .
د. منير حسن جمال أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية التربية بالعريش -جامعة قناة السويس د. أمل محمود السيد الدوة مدرس علم النفس التربوي بكلية التربية بالعريش- جامعة قناة السويس