بين التأخر الدراسي والإهمال وصعوبة التعلم
بين التأخر الدراسي والإهمال وصعوبة التعلم
رغم انتشار مصطلح ومسمى صعوبات التعلم (Learning disabilitites) إلا أننا مازال الكثير منا يجهل معناه أو مضمونه فلا يفرقون بين التأخر الدراسي وبين الإهمال وبين صعوبة التعلم. فصعوبات التعلم هي: صعوبات التعلم هي اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة والتي تبدو في اضطرابات الاستماع والتفكير والكلام، والقراءة، والكتابة (الإملاء، التعبير، الخط) والرياضيات والتي لا تعود الى أسباب تتعلق بالعوق العقلي أو السمعي أو البصري أو غيرها من أنواع العوق أو ظروف التعلم أو الرعاية الأسرية. فمع كثرة زياراتي وتطبيقاتي للاختبارات التشخيصية لدى بعض الأطفال إلا أنني لم أر إلى الآن طفلاً يواجه صعوبة حيث كل ما أراه هو الإهمال فقط وعندما نمسك بيد الحالة بعد تطبيقنا للاختبارات تتجاوب معنا وبسرعة البعض يتساءل لما؟ فالإجابة تشتمل عدة نواح: الناحية الأولى: من المعلم نفسه فالبعض لا يوصل المعلومة الى الطالب بشكل صحيح وهذا كثيراً ما نجده. الناحية الثانية: الإهمال الكبير من قبل الأهل وعدم الحرص على تقدم مستوى ابنهم. الناحية الثالثة: نفسية الطفل وعدم ملاحظته. فمثلاً في الناحية الأولى/ نجد البعض قادراً على توصيل المعلومة لكن (اللا مبالاة) فلا يهتم بطلابه والبعض الآخر لا يتصف بأخلاقيات المعلم فنجده منذ أن يدخل على الطلاب فالوجه عابس والحاجبان متلاصقان والصراخ يصل الفصول الأخرى في المدرسة فيحس الطالب بالرعب يخاف من المعلم كل تفكيره متى ستنتهي الحصة لا يركز مع الدرس يخاف من سؤال المعلم عن أي شيء لا يفهمه، ويخاف من المشاركة فهو يبدأ يشكك بنفسه ان كانت إجابته صحيحة أو خاطئة، وفي النهاية يحول الى غرفة المصادر. الناحية الثانية/ الإهمال الكبير من قبل الكثير من الأهل فلا يلاحظ ابنه وابنته ولا يستذكر معهم دروسهم اقلها لا يسألهم عن واجباتهم فقط يكتفي هل حللت واجبك؟ ولا يعلم هل ابنه أو ابنته يواجهون غداً امتحاناً ام لا كل هذا سبب من أسباب الإهمال فالطالب لا يجد الحرص ولا يجد من يدله ويهتم بمستقبله فهو صغير لا يعرف فلا يهتم هو كذلك فيحول الى غرفة المصادر. الناحية الثالثة/ نفسية الطفل فنرى كثيراً من الأطفال تلعب نفسياتهم دوراً كبيراً فلا يوجد طفل في غرفة المصادر ولا يكون بحاجة الى علاج نفسي فمع طلاق احد الوالدين او اسلوب التعامل من قبل احد الوالدين للطفل (يلحقه فروع كثيرة) كل هذا يؤدي الى تدني مستوى الطالب فيبدأ يحس الطالب بالنقص عن زملائه ويخاف ممن حوله فيحول الى غرفة المصادر. في النهاية أحببت أن أنوه ما نعاني منه طلبة وطالبات التدريب من قبل معلمي ومعلمات المدارس رفضهم لنا اعطاء الطالب المحول الى غرفة المصادر والنظرة الحادة التي يستخدمونها بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الإهانة أمام الطلبة والطالبات وكأننا نطلب منهم ديناً.. مما أرجوه لتقدم أبنائنا ذوي صعوبات التعلم: - تطوير الاختبارات التشخيصية فهي غير كافية وتؤدي الى تشخيص خاطئ ويكون الضحية طفل بريء. - الاهتمام بنفسية الطفل ومعرفة ما يواجهه من مشاكل قد يخضع إلى الإجابات الخاطئة نتيجة لنفسيته السيئة وهذه من تجربتي عندما قمت بإعادة الاختبار لطفلة وجاوبت بامتياز بالثاني بخلاف الأول فكانت نفسيتها وقتها سيئة وتفهمت ذلك. - المعاملة الحسنة من قبل المعلمين لطلابهم وعدم استخدام غرفة المصادر وسيلة تهديد للطلبة فهنا يجب معالجة فكر المعلم قبل الطالب حيث اصبحت غرفة المصادر شماعة يستخدمها جميع المعلمين لتخويف الطلبة وتحويل المشاعر اليها للراحة منهم، فهي تعتبر ملجأ وعونا لبعض المدرسين. - الرقي قليلا بأسلوب بعض المعلمين مع اخصائيين واخصائيات صعوبات التعلم وتبادل الاحترام والتعاون من قبل الجميع لنجد افضل النتائج.