تناذر الحساسية الضوئية - قصور إدراكي يفضي إلى صعوبات تعلم
تناذر الحساسية الضوئية - قصور إدراكي يفضي إلى صعوبات تعلم
هو قصور إدراكي بصري يؤثر على مهارات القراءة والكتابة وترتبط أعراضه بمصادر الإنارة ولمعان الضوء وطول الموجة الضوئية واللونين الأبيض والأسود " ، فالمصابين بالحساسية الضوئية " يرون النص الأسود على ورق ابيض بشكل يختلف عما يراه الشخص العادي، إذ يرون الكلمات وكأنها تتحرك أو تتموج أو تختفي مما يشعرهم بالإرهاق وعدم التركيز ويضعف قدرتهم على الاستمرار في القراءة " 0 يعاني ذوو الحساسية الضوئية من واحدة أو أكثر مما يلي : الحساسية من الضوء بمعنى التأثر من الضوء اللامع وبخاصة ضوء مصابيح " الفلوريسنت " عدم القدرة على تحمل الفرق بين اللونين الأبيض والأسود في الكتب مما يصعب القراءة قصر فترة التعرف ويقصد بها القدرة على قراءة مجموعة من الحروف أو النوتات الموسيقية أو الأرقام والكلمات في آن واحد عدم القدرة على التتبع في القراءة أو التسرع فيها يعانون من نقص الانتباه والتركيز إثناء القراءة أو الكتابة أو استخدام الكمبيوتر الشعور بالنعاس أثناء ممارستهم للمهارات السابقة ضعف إدراك العمق وتقدير المسافات وتحديد العلاقات المكانية بدقة المظاهر والأعراض : من مظاهر الحساسية الضوئية التي تنعكس على سلوك الطالب أثناء أداء مهارات القراءة والكتابة والحساب واللعب : أولاً - الأعراض المرتبطة بمهارة القراءة : 1. يفضل القراءة على ضوء خافت 2. يواجه صعوبة في تتبع الكلمات والسطور ويغفل بعضا منها 3. قراءته بطيئة وغير مستمرة وكثيرة الأخطاء 4. يعاني من ضعف الاستيعاب القرائي
ثانياً - الأعراض المرتبطة بمجال الكتابة : 1. يلاحظ عدم وضوح خطه 2. عدم انتظام كتابته " فمرة يرتفع عن السطر وأخرى ينزل اسفله 3. تكثر لديه الأخطاء الإملائية عند النسخ 4. لا يوجد اتساق مسافات بين الكلمات "
ثالثاً - الأعراض المرتبطة بمجال الحساب : يعاني من عدم القدرة على كتابة الأرقام بطريقة مرتبة على شكل أعمدة إذ يكتبها فوق بعضها وقد يغفل أرقاما أثناء كتابتها من (1 - 10 )
رابعا- الأعراض المرتبطة بمجال اللعب : يلاحظ عليه في اللعب قلة تنسيق الحركات وصعوبة تقدير المسافات مم يجعل من الصعب عليه التقاط الكرة مثلا
ًخامساً- الأعراض المرتبطة بمجال الموسيقى : يجيد العزف سماعيا في حين يعجز عن قراءة النوتة الموسيقية 0 الناحية الطبية تناذر الحساسية الضوئية هو اضطراب في إدراك الدماغ للرسائل البصرية ذات الارتباطات الوراثية مشيرا إلى أن التاويلات لم تحسم بعد إلا أن أكثر الفرضيات قبولا لتفسيره تلك القائلة بان تركيبة دماغ الشخص المصاب بتناذر الحساسية الضوئية تختلف عن الشخص العادي، إذ تظهر الرنين المغناطيسي لدماغه أثناء القراءة نشاطا في مناطق من الدماغ يفترض أن تكون خاملة في حين أن المناطق المسؤولة عن القراءة لم تسجل النشاط المطلوب
أن ذوي الحساسية الضوئية يظهرون حساسية غير عادية لأمواج الضوء الأبيض فعند النظر إلى الخط الأسود على خلفية بيضاء تستثار بعض خلايا الشبكية بشكل مفرط وترسل إشارات غير مناسبة للدماغ لتترجم إلى رؤية غير سليمة، إذ يصعب على الدماغ معالجة الموجات الضوئية الكاملة كونها تحدث تداخلا وتشوها ادراكيا يعترض سبيل إنجاز عملية القراءة بيسر وكفاءة الأعراض المصاحبة : من المظاهر التي تشير إلى الإصابة بتناذر الحساسية الضوئية : مشاكل الشكل الخارجي للعين مثل انحراف أحدى العينين للداخل أو الخارج " الحول " احمرار العين بشكل مستمر وكثرة التدميع وجود قشرة حول الرموش إلى جانب مجموعة أعراض ناجمة عن استعمال العين أثناء القراءة أو الكتابة مثل الصداع وحكة العين أو حرقتها أو الدوار والغثيان الفحوصات التي يجريها طبيب العيون فهي: في البداية يجب التأكد من سلامة الطفل من أي اضطرا بات بصرية وظيفية كضعف البصر وطول أو قصر النظر والاستجماتزم فحص حدة الإدراك بشكل دقيق سواء للرؤية القريبة أو البعيدة ولكل عين على حدة وللعينين معا فحص قدرة العينين على العمل معا بواسطة جهاز " السينوتبوفور " العلاج : طرق العلاج فتقوم على تحسين حساسية العين للضوء باستعمال مرشحات خاصة تسمح بمرور بعض أجزاء الطيف الضوئي وبطول موجي محدد إلى العين إذ تعرقل المرشحات وصول الأطوال الموجبة المسببة لخلل الإدراك إلى الدماغ مما يساعده على تفسيرها بشكل صحيح
(عن لقاء مع الأستاذ حمادة عبد السلام منسق المركز الوطني لصعوبات التعلم / الدكتور سمير الملقي مستشار طب وجراحة العيون رئيس قسم عيون الأطفال والحول في مستشفى العيون ليلى خليفة /جريدة الرأي)